قائمة التدفقات النقدية تضع علامات استفهام على أداء بعض البنوك في الربع الأول 2010م ؟؟؟ هل تواجه أزمة !!!

08/05/2010 5
سلمان بن ناصرالهواوي

بعد فترة انتظار وترقب استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع أكتمل يوم 4 مايو 2010م نشر البيانات المالية المختصرة على موقع السوق لجميع البنوك والمصارف المدرجة بالسوق المالية السعودية، ولا نعرف ماهو مبرر هذا التأخير الذي يجعل المتعاملين بالسوق في حيرة شديدة عند نهاية كل فترة مالية أم أن هيئة السوق المالية ستضع حداً لهذا التأخير في المستقبل القريب بعد التنسيق مع مؤسسة النقد العربي السعودي .

على العموم ... بعد إلقاء نظرة سريعة على قائمة التدفقات النقدية للبنوك والتي تعكس المقدرة على توليد التدفقات النقدية الحرة والمتاحة أمام البنك لمواجهة أية التزامات طارئة غير مخططة وبما أن مصدر هذه التدفقات ناتج عن التغير من ثلاث مصادر أساسية أولها التدفق النقدي الناتج أو المستخدم من العمليات التشغيلية بالبنك ودورة رأس المال العامل وثانيها التدفق النقدي الناتج أو المستخدم في عمليات الاستثمار بالبنك وثالثها التدفق النقدي الناتج أو المستخدم في عمليات  التمويل التي حصل عليها البنك وخاصة التمويلات طويلة الأجل سواء كانت لجوء البنك إلى الاقتراض أو دفع التوزيعات على حملة أسهمه.

لذلك فأن هذه المصادر الثلاثة تعطينا مؤشر على التنبؤ وقراءة مستقبل البنوك وعليه فأنه كلما كانت التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل موجبة كلما زادت ثقتنا في البنك وحسن تصرفه في ودائعنا أما إذا كانت التدفقات سلبيه فهذا يدل على توخي الحذر ومحاولة بحث هذه الأسباب هل هي طارئة وتحت ظروف معينة أم هي مشكلة مستمرة في هذا البنك ؟؟!!. كما أن التدفقات النقدية من أنشطة الاستثمار كلما كانت سلبية دل على أن البنك يشتري استثمارات ليحقق بها عوائد مجزية بالمستقبل وهذا يعطينا آمان أكثر أما إذا كانت تدفقات موجبة فهذا يعني على أن البنك يتخلص من استثماراته أما لجني أرباح من هذه الاستثمارات أو لمواجهة ضغوط وسحوبات ودائع يتبين أثرها في التدفقات النقدية من عمليات التشغيل . أما التدفقات النقدية من أنشطة التمويل فهي تعكس تدبير الأموال طويلة الأجل للبنك أو توزيعات الأرباح لحملة الأسهم وإيجابيتها أو سلبيتها تحددها المتغيرات والظروف التي تحيط بالبنك .

وبعد ما تم إيضاح أهمية قراءة التدفقات النقدية الحرة دعونا نستعرض موقف البنوك السعودية المدرجة بالسوق المالية السعودية خلال الربع الأول من خلال الجدول التالي رقم ( 1 )

من الجدول السابق نجد أن التدفقات النقدية الحرة لجميع البنوك سلبية ماعدا بنك البلاد ودعونا نتتبعها لكل بنك على حده : -

- بنك الرياض ... حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي وهي غير مقلقة لأنها حالة طارئة ومن أبرز أسبابها انخفاض ودائع البنوك لديه بحوالي 4,4 مليار ريال إلا أنه نجح في استقطاب ودائع  بحوالي 2,8 مليار ريال مما جعلته يعاود ضخ الاستثمارات بحوالي 7 مليار ريال بعد أن قام بتسييل استثمارات بحوالي 7,3 مليار ريال والتي أدت لتدفق إيجابي في نشاط الاستثمار لكنه غير مقلق أما تدفقات أنشطة التمويل السلبية ناتجة عن التوزيعات التي تمت عن النصف الثاني من عام 2009 م وتم دفعها خلال الربع الأول من هذا العام .

- بنك الجزيرة ... حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي للربع الثالث على التوالي ولكنها في هذه الفترة القصيرة مدعاة للقلق والحيرة وخاصة أن التدفقات النقدية الحرة السلبية أدت إلى تخفيض النقد المتاح للبنك بحوالي 61% مقارنة ببداية العام وقد كانت نتيجة مباشرة لتعرض البنك لضغط سحوبات ودائع بحوالي 2,9 مليار ريال خلال الربع الأول مما اضطر البنك لتسييّل جزء من استثماراته لسد الفجوة وسحب حوالي نصف مليار ريال من ودائعه لدى البنوك الأخرى وهذا يجعلنا في حيرة ماهو مستقبل البنك إذا استمر ضغط سحوبات الودائع بهذا الحجم حتى نهاية العام أم أن البنك سيلجأ إلى الاقتراض طويل الجل أما عن طريق إصدار صكوك أو سندات أو حتى زيادة رأس مال تضخ من قبل مستثمري البنك لكن يجب الحذر ومحاولة معالجة هذا الخلل في أسرع وقت قبل وقوع الكارثة !!!! وعلى الرغم من هذا كله فقد تلقى دعم من بعض البنوك عندما زادت ودائعها لدى البنك بحوالي 740 مليون ريال في الربع الأول لكن إلى متى سيستمر ذلك !!!

- البنك السعودي للاستثمار ... حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي للربع الرابع على التوالي وهي نتيجة تعرض البنك لضغط سحوبات ودائع بحوالي 1,7 مليار ريال على الرغم من نمو حجم الإقراض بالبنك مقارنة ببداية العام بحوالي 1,2 مليار وهذا ما جعل البنك يقوم بتسييّل جزء من استثماراته وهي على الرغم من أنها مدعاة للقلق إلا أنها لا تصل لدرجة الخوف والتحذير لأنها لم تخفض النقدية المتاحة للبنك إلا بحدود 16% مقارنة في بداية العام كما أن بعض البنوك ضخت إيداعات في البنك بحوالي 967 مليون ريال خلال هذا الربع .

- السعودي الهولندي  ... حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي وهي ليست مدعاة للقلق على الرغم من أنها نتيجة تعرض البنك لضغط سحوبات ودائع بحوالي 2,3 مليار ريال ولكن في نفس الوقت استطاع تدبير أموال لازمة من البنوك الأخرى بحوالي 2,7 مليار ريال وخفض حجم ودائعه لدى البنوك بحوالي 1,2 مليار ريال إضافة إلى أنه زاد من حجم استثماراته بحوالي 1 مليار ريال .

- السعودي الفرنسي  ... حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي وهي ليست مدعاة للقلق على الأجل الطويل على الرغم من أنه تعرض لضغط سحوبات ودائع بحوالي 3,6 مليار ريال وفي نفس الوقت حصل على ودائع من البنوك الأخرى بحوالي 3,5 مليار ريال وما يبعث على الاطمئنان أنها عرضية هو قيام البنك بضخ حوالي 7,4 مليار ريال في أنشطة الاستثمار ودفع توزيعات لحملة أسهمه بحوالي 990 مليون ريال عن النصف الثاني من عام 2009م دفعت في هذا الربع.

- السعودي البريطاني  ... حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي وهي ليست مدعاة للقلق على الأجل الطويل على الرغم من أنه تعرض لضغط شرس من قبل البنوك الأخرى حيث خفضت ودائعها لديه بحوالي 5,1 مليار ريال  مما اضطره لتسييّل استثماراته ليحصل على صافي تدفق نقدي من نشاط الاستثمار بحوالي 996 مليون ريال وزيادة في ودائع عملائه بحوالي 829 مليون ريال وهذا ما جعله يحقق تدفق نقدي حر سلبي بحوالي 4,4 مليار وساعده في ذلك النقدية الضخمة التي كانت متوفرة لدية في بداية العام والتي فسرت انخفاض ربحية البنك في نهاية الربع الرابع من عام 2009م فإدارة البنك تريد أن تبدأ عام 2010م بسياسة أكثر توازن.

- العربي الوطني  ... أداء مثالي ومميز فقد حقق تدفقات نقدية إيجابية من أنشطة التشغيل بخلاف عام 2009م وهذا يعني أن البنك عازم على تحقيق إيجابية مستمرة في التدفقات النقدية من أنشطته التشغيلية والتي وعلى الرغم من انخفاض الودائع بحوالي 5 مليار ريال إلا أنه دبر أموال من البنوك بحوالي 3,3 مليار ريال وحصل قروض على عملائه تبلغ حوالي 1,3 مليار ريال وخفض ودائعه لدى البنوك الأخرى بحوالي 1,5 مليار ريال وضخ مبالغ في نشاطه الاستثماري تبلغ حوالي 4,7 مليار ريال مستفيداً من حجم النقدية الذي كان متاح له بداية العام والتدفق النقدي الإيجابي من نشاط التشغيل .

- مجموعة سابا المالية  ... أداء مثالي ومميز فتدفقاته النقدية من نشاطه التشغيلي إيجابية على الرغم من تعرضه  لضغط سحوبات ودائع بحوالي 9,8 مليار ريال هذا الربع وقد استجاب لها بذكاء وسرعة فائقة عندما قام بتدبير إيداعات من البنوك الأخرى بحوالي 9 مليار ريال وتخفيض أرصدته لدى البنوك الأخرى بحوالي 1,2 مليار ريال كما أن تدفقاته النقدية في نشاط الاستثمار مثالية حيث ضخ حوالي 15,5مليار في استثمارات خلال هذا الربع  ودفع توزيعات لمساهميه أقرت في هذا الربع عن عام 200م .

- مصرف الراجحي  ... أداء مثالي ومميز فتدفقاته النقدية من نشاطه التشغيلي إيجابية فقد استطاع اجتذاب مزيد من الودائع في الحسابات الجارية بحوالي 8,8 مليار ريال خلال هذا الربع وقد خفضت البنوك ودائعها لديه بحوالي 2,2 مليار ريال وخفض حجم المطلوبات الأخرى بحوالي 4,6 مليار ريال كما انه ضخ استثمارات في هذا الربع بحوالي 5,5 مليار ريال ودفع توزيعات لحملة أسهمه بحوالي 2,3 مليار ريال عن النصف الثاني من عام 2009م أقرت في هذا الربع .

- بنك البلاد  ... أداء مقبول فعلى الرغم من أنه حقق تدفقات نقدية إيجابية أدت كمحصله نهائية إلى رفع النقدية المتوفرة لدية بحوالي 41% مقارنة ببداية العام عن طريق نجاحه في جلب ودائع جديدة 597 مليون ريال واستقطاب ودائع من البنوك الأخرى بحوالي 934 مليون ريال إلا انه لم تتضح سياسة البنك الاستثمارية في ضخ الاستثمارات فهل إدارة البنك غير قادرة على إدارة السيولة المتوفرة لديها وفي الحقيقة لا نستطيع الجزم بذلك فربما الربع الثاني من هذا العام تتضح سياسة الاستثمار لدى البنك بشكل أكبر أو تصبح السيولة المتوفرة لدية عبء وضاغط على الأرباح .

- مصرف الإنماء  ... أداء مقبول فعلى الرغم من أنه حقق تدفقات نقدية سلبية من نشاط التشغيل إلا أن هذه السلبية ناتجة عن بداية عمليات المصرف التشغيلية فقد قام بتقديم قروض بحوالي 2,5 هذا الربع وقد قام بتقديم إيداعات في البنوك الأخرى بحوالي 6 مليار ريال وقد نجح في استقطاب ودائع بحوالي 1,4 مليار ريال ولكن لم تتضح بعد ملامح النشاط الاستثماري للبنك فقد تتضح خلال الربع الثاني  .

وخلاصة القول .... فلنكن حذرين في أين نضع ودائعنا !!!! فلنبحث عن البنوك التي تحقق تدفقات نقدية موجبة من نشاطها التشغيلي وتضخ استثمارات لتحقق عوائد في المستقبل  فهذا مؤشر أمان وإن لم يكن ذلك فلنضع نقودنا تحت البلاط !!!