لم تظهر عمليات التداول التي جرت في الأسابيع الماضية في أنواع الطاقة مكاسب كبيرة، ولكن كثيرا من الأمور التي دارت في السوق بصفة عامة تتيح لنا بعض الملاحظات اللافتة للاهتمام حول الاتجاه المستقبلي للسوق.
في أسبوع تصدرت فيه البيانات المالية عناوين الأخبار في أسواق الأسهم، كان من اللافت للانتباه الشديد أن نلاحظ ديناميكيات الأسعار التي يمكن أن نراها في السلع بوجه عام. ومع تكشف دعوى الاحتيال التي رفعتها لجنة الأوراق المالية والبورصة على مجموعة جولدمان ساكس، كانت اتسمت ردة فعل الأسواق بالعفوية الواضحة التي تمثلت في التوجه نحو الجودة. ومع تحرك السوق في اتجاه تقليل المخاطر، تم طرح الذهب والنفط الخام فورا للبيع. ولكن مع نبذ السوق لأي شعور متبقٍّ بالقلق، عاد المشترون إلى الاستثمار في السلع وتلافوا أي خسائر.
وقد بات سعر صرف الدولار الأمريكي قريبا جدا من مستويات لم يشهدها منذ أكثر من عام الآن. ويود كثير من المستهلكين مراقبة الدولار الأمريكي واستخدامه لتقدير قيمة النفط الخام والذهب كاستثمار، ولا بد أنهم فوجئوا قليلا بما اكتسبه كلاهما من قوة على نحو متزامن.
وفي تقريري المتعجل الأسبوع الماضي، رأيت أيضا قوة ضئيلة تدعم تداول النفط الخام حيث تبدو أسواق الشحن في حالة ركود مؤقت، في ظل وجود بوادر ضئيلة غير التداول العيني المتوسط. ومن جديد نجد هناك بوادر تحرك بعد أن بدأنا نرى مزيدا من النشاط يحيط بالطرق الرئيسة في تجارة الطاقة. والنمو في الطلب مدفوعًا بوجه خاص بالنمو القوي الذي تشهده كل من الصين واليابان، وهو ما أثار اهتماما خاصا.
وقد بدأت بوادر نمو الطلب في شق طريقها إلى الفائض في العرض الذي نراه حاليا. أما المخزونات فهي تفوق كثيرا متوسطاتها الدورية في الوقت الحالي، غير أنه لم يَبْد أنها تتسبب في أي قلق بالنسبة للنمو السعري الإيجابي.
وبوجه عام، يبدو أن السوق قد حاولت التخلص من كل ما لديها تقريبا في مقابل النفط الخام، ولكننا ما زلنا نرى دعمًا قويًا. وفي ظل تحول بعض المحركات الرئيسة في السوق إلى الإيجابية، نعتقد أن هناك مزيدا من التوسع في الانتعاش على المدى الطويل يلوح في الأفق.
تظهر الجوانب التقنية في السوق بوادر تجدد في القوة أيضا. وقد أشرنا الأسبوع الماضي إلى أن هناك دعمًا قويًا في السوق عند 80.70 دولارا أمريكيًا. وقد رفض النفط الخام هذا المستوى بشدة حيث إنه لامس أيضا المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا. وما زال المتوسط المتحرك مؤشرا جيداً على الاتجاه الحالي للسوق لبعض الوقت، وهو لا يظهر أي دلالات على أنه على وشك الانكسار. ونحن نرى هذا بمثابة دعم كبير بالنسبة للمستقبل القريب، وأي كسر لهذا المستوى باعتباره انعكاسا كبيرا في الاتجاه.
ولكن على المدى القصير، نجد أن سعر 83.25 دولارا أمريكيا للبرميل هو مستوى الدعم الذي نترقبه، ونحن نتجهز لمزيد من الارتفاع في اتجاه القمم اليومية الأخيرة عند 87.10 دولارا أمريكيا للبرميل.