الشركات التقنية الصاعدة وجدوى الاستعانة بشركات خارجية (الجزء الثانى)

21/04/2010 0
امير حربى

أشرت فى مقالى السابق الى عدم جدوى المصادر الخارجية الى أن هناك رؤية أخرى تشيد بجدوى وأهمية الاعتماد على المساعدة الخارجية وهنا نوضح بعض النقاط و الأساليب التي تنتهجها الشركات المتخصصة في تقديم المساعدة الخارجية للتغلب على السلبيات المطروحة سلفاً فى المقال وتعرضا للإيجابيات أيضاً وهي كالتالي:

1- التواصل: و Outsource أهمية استيعاب احتياجات العملاء، لذلك تحرص شركات المساعدة على تكوين فرق تطوير صغيرة يتواجد فيها مالك المنتج ليكون عنصر مكمل لفريق التطوير. وفي حالة الاعتماد على فرق تطوير متعددة في أماكن متنوعة يكون الحل من خلال إحدى طريقتين:  أ- إذا كان للمنتج عدة ملاك فهنا سيتم توزيعهم على فرق التطوير ليراقبوا العمل. ب- يمكن لمالك المنتج أن يقوم بالتعاون مباشرة مع فريق التطوير لعدة ساعات يومياً ليقدم وجهة نظره ودعمه المتواصل ويعرض لما يريده بكل حرية . كما أن أدوات التواصل الحديث سهلت إمكانية التعاون بين الأشخاص حتى لو فصلتهم آلاف الأميال عن بعضهم .وهنا أشير الى أن الشركات التقنية الصاعدة يجب أن تعتمد فى حال مناهضة فكرة المصادر الخارجية على المصادر الخارجية الفقيرة بمعنى ادارتها فى البلاد الفقيرة نسبيا أو التى لاتحمل الشركات أعباء ماليه باهظة مثال" دبى" مقارنة ب " القاهرة"

2- التكامل: كان بناء منتجات متكاملة سابقاً يمثل مشقة وأمراً معقداً ومتعباً أما الآن مع أدوات ومعماريات التطوير الحديثة أصبحت عملية التطوير أكثر وضوحا  في أهدافها وخطوات تنفيذها . أبرز دليل على ذلك مشروعات تطوير المنتجات مفتوحة المصدر.

3- الإدارة: لا يمكن التشكيك في أهمية وجود فريق التطوير في مكان واحد، ولكن مع ظهور فكرة توزيع فرق التطوير ظهرت الحاجة أيضاً لمدراء من نوعية جديدة ذات قدرات ومهارات مختلفة كلياً عن المدراء في السابق، وطالما توافرت هذه الكفاءة يمكن لمدير مع فريق موزع حول العالم أن يتفوق باكتساح على فريق متمركز في مكان يتفاعل أعضاءه مباشرة مع بعضهم. وأشير الى أن اغفال حق هؤلاء المدراء ماديا وعلى الجانب الاخر انخراط هؤلاء الفئة من المدرا فى أعباء عملهم اليومية دون الاشارة الى أوضاعهم المادية يؤثر وبشكل كبير على تطوير المنتج وعلى الفريق وقد أشرت فى المقال السابق تحت عنوان ندرة المبرمجين بأن اغفال حقهم ماديا يؤدى الى ندرتهم فما بالك بمدرائهم والتى يجب على الشركات الصاعدة التمسك بهم والعمل على تلبية مطالبهم فلم ولن تستقيم وتذدهر هذة الشركات الى على أكتاف هؤلاء النخبة.

4- الموهبة: هناك حقائق ثابتة في عالم تطوير المنتجات التقنية، وأهمها أن مبرمج واحد بارع في عمله يمكن التفوق على مجموعة كبيرة مجتمعة من المبرمجين متوسطي المستوى. ولكن أيضاً لا يجب أن نغفل أن هذه المواهب التي تصل أحيانا حد العبقرية قد تتواجد في أرجاء العالم بأسره حيث يمكن الآن ملاحظة وجود مبرمجين عباقرة في الأرجنتين وتشيلي والشرق الأوسط والهند وأوروبا الشرقية قد يتفوقون على المبرمجين المتواجدين في وادي السيليكون.

5- المهارات: منذ عشر سنوات كان من الصعب إيجاد مهارات متخصصة في الخارج، أما الآن فقد تغيرت هذه الحقيقة وتحولت مع مرور الزمن إلى كذبة كبيرة. العقد الفائت شهد تطور كبير في مستوى المبرمجين حول العالم فبعد أن كانوا يتخلفون عن المبرمجين في الولايات المتحدة لم تعد هذه الهوة متواجدة، فمقارنة مهارات المبرمجين في كل من المملكة المتحدة مثلا والولايات المتحدة ستكون النتيجة عدم وجود أي فارق تقريباً في مستوى المهارات، بل يمكن الآن التأكيد على وجود مبرمجين في أوكرانيا والهند والامارات ومصر أكثر كفاءة من نظرائهم في أمريكا.