أعترف أن جيلنا قد تعوّد على جلد الذات، ولذلك نتسمّر أمام شاشات التلفزيون، نتابع الأخبار، وأغلبها أخبار تقود إلى الكآبة، والضيق، ومع ذلك نستمر بالمتابعة. وبالبحث عن أسباب ذلك نجد أن جيلنا قد عانى، ويعاني من كونه، ومنذ نعومة أظفاره، عاش، وعايش مشاكل، ومحن الأمة العربية، طولاً وعرضاً، وهي كثيرة، وإليكم أهمها:
• قضية فلسطين (النكبة 1948). • ثورة تحرير الجزائر (1953–1962). • العدوان الثلاثي (1956). • حرب اليمن الأهلية (1962–1970). • النكسة (1967/6/5). • حرب أيلول الأسود (1970). • حرب أكتوبر (1973). • الحرب الأهلية السودانية (1956–1995). • الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1989). • الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988). • حرب تحرير الكويت (1991). • حرب الانفصال اليمني (1994). • الغزو الأمريكي للعراق (2003). • حرب تموز اللبنانية الإسرائيلية (2006). • يضاف إلى كل ذلك أنشطة الإرهاب، والتي بدأت في مصر، ثم الجزائر، ولاحقاً السعودية، واليمن، والعراق، والأردن.
كل ذلك في العالم العربي فقط، ولم نتحدث عن العالم الإسلامي، وما به من حروب، وأنشطة إرهابية!! ولا أحداث سبتمبر 2001.
ما هو الثمن الاقتصادي لكل ذلك، وما هو تأثيره على التنمية الاقتصادية؟!!
هناك نوعان من الخسارة على اقتصادات المنطقة، الأولى هي خسارة موارد مالية، وجهت للمجهود العسكري، والأمني، بدلاً من التنمية الاقتصادية، وهنا نتحدث عن بلايين الدولارات. وهناك خسارة نفسية، واجتماعية، نتيجة قلق المجتمعات العربية على مستقبلها، ناهيك عن انغماسها في هموم تلك الحروب، والأحداث الأمنية، على حساب صحتها، واستقرارها النفسي.
نعم لقد انشغلنا بالسياسة على حساب التنمية، وانشغلنا بالحروب، والمشاكل الأمنية، بدلاً من العمل على تأمين حياة كريمة.
وللمقارنة فقط، فإن دولة مثل فنلندا، مجموع سكانها خمسة ملايين، ورغم أنها استعمرت في فترات من قبل روسيا، إلا أنها اليوم تنعم بوضع اقتصادي مميز، وهي في المركز الأول عالمياً من حيث الشفافية، وغياب الفساد، كما أن بها شركة نوكيا، أكبر شركة تلفونات في العالم. والأهم أنه ليس لها أعداء، وقد دفنت جراح الماضي، ولها جيش رمزي فقط.
لقد سئمت، وسئم جيلي من عالم السياسة، والإيديولوجيا، والتطرف بكل أشكاله، وما تسببت به من حروب، وأعمال إرهاب، ولو كنت شاباً اليوم، لحاولت الهجرة إلى فنلندا، حتى ولو اتهمت بالجبن، والإنهزامية.
اخي سلمان اعتقد ان المشكله ليست في الارض والجمادات انما مشكلتنا من انفسنا وطريقة تعاملنا مع مشاكلنا ومسؤولياتنا اعتقد انك لو هاجرت الى فنلندا ثم قد يتبعك الكثير من العرب اكاد اجزم بان تكون فنلندا اسؤ حالا من بلداننا وقد نرى الفنلندين يهاجرون من فنلندا ليبحثوا لهم عن وطن.
موضوع جميل أستاذ سليمان ومشكور عليه.. فقط أردت أن أصحح تاريخ الثورة التحريرية الجزائرية وهو من 1954 إلى 1962 ، مع الإشارة إلى أنّ المستعمر الفرنسي قبع في الجزائر 132 سنة ينهب خيراتها. ومن هنا أعتقد أن "خيرات الدول العربية والإسلامية" هي التي جعلت منها في ماهي عليه من حال.. بعد الإستعمارات والإنتدابات في دولنا العربية (على وجه المثال) جاءت إستعمارات مقنعة بقيت تنهب ثراوتها ولاتزال وبالتالي يبدو لي (وهذا راي خاص) أنّ فنلندا لا تتمتع بالمكان الإستراتيجي ولا الخيرات التي تجعل منها جذابة ومحل طمع الطامعين اللذين يعملون جاهدين لأن يجعلوا منها سوقا ومصدرا لثرواتهم كما هو حال أوطاننا العربية ظف إلى ذلك عوامل سياسية وأيديولوجية دفعت بشعوبنا العربية لحب الكسل وكثرة الكلام وووووبدلا من الجد والإجتهاد وتطوير الذات والمجتمع والوطن
انا ودي اهاجر كندا مدري ليه عاجبتني هالبلد وانا ما شفتها ؟؟
انا اول ماوصلت هنا شعرت بصدمه ثقافيه....وبعد ذلك.. متخووووووووووووووووووووف جدا بأن تكون الصدمه عكسيه عندما أعود فعرفت الفرق الصحيحي بين هنا وهناك رأيت أمورا هنا..ويدور سؤال في خاطري.. هل ممكن أن أرى هذه الامور في بلادي الغاليه يوما ما....