آه، لو كنت شابا!

04/04/2010 5
سليمان المنديل

أعترف أن جيلنا قد تعوّد على جلد الذات، ولذلك نتسمّر أمام شاشات التلفزيون، نتابع الأخبار، وأغلبها أخبار تقود إلى الكآبة، والضيق، ومع ذلك نستمر بالمتابعة. وبالبحث عن أسباب ذلك نجد أن جيلنا قد عانى، ويعاني من كونه، ومنذ نعومة أظفاره، عاش، وعايش مشاكل، ومحن الأمة العربية، طولاً وعرضاً، وهي كثيرة، وإليكم أهمها:

• قضية فلسطين (النكبة 1948). • ثورة تحرير الجزائر (1953–1962). • العدوان الثلاثي (1956). • حرب اليمن الأهلية (1962–1970). • النكسة (1967/6/5). • حرب أيلول الأسود (1970). • حرب أكتوبر (1973). • الحرب الأهلية السودانية (1956–1995). • الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1989). • الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988). • حرب تحرير الكويت (1991). • حرب الانفصال اليمني (1994). • الغزو الأمريكي للعراق (2003). • حرب تموز اللبنانية الإسرائيلية (2006). • يضاف إلى كل ذلك أنشطة الإرهاب، والتي بدأت في مصر، ثم الجزائر، ولاحقاً السعودية، واليمن، والعراق، والأردن.

كل ذلك في العالم العربي فقط، ولم نتحدث عن العالم الإسلامي، وما به من حروب، وأنشطة إرهابية!! ولا أحداث سبتمبر 2001.

ما هو الثمن الاقتصادي لكل ذلك، وما هو تأثيره على التنمية الاقتصادية؟!!

هناك نوعان من الخسارة على اقتصادات المنطقة، الأولى هي خسارة موارد مالية، وجهت للمجهود العسكري، والأمني، بدلاً من التنمية الاقتصادية، وهنا نتحدث عن بلايين الدولارات. وهناك خسارة نفسية، واجتماعية، نتيجة قلق المجتمعات العربية على مستقبلها، ناهيك عن انغماسها في هموم تلك الحروب، والأحداث الأمنية، على حساب صحتها، واستقرارها النفسي.

نعم لقد انشغلنا بالسياسة على حساب التنمية، وانشغلنا بالحروب، والمشاكل الأمنية، بدلاً من العمل على تأمين حياة كريمة.

وللمقارنة فقط، فإن دولة مثل فنلندا، مجموع سكانها خمسة ملايين، ورغم أنها استعمرت في فترات من قبل روسيا، إلا أنها اليوم تنعم بوضع اقتصادي مميز، وهي في المركز الأول عالمياً من حيث الشفافية، وغياب الفساد، كما أن بها شركة نوكيا، أكبر شركة تلفونات في العالم. والأهم أنه ليس لها أعداء، وقد دفنت جراح الماضي، ولها جيش رمزي فقط.

لقد سئمت، وسئم جيلي من عالم السياسة، والإيديولوجيا، والتطرف بكل أشكاله، وما تسببت به من حروب، وأعمال إرهاب، ولو كنت شاباً اليوم، لحاولت الهجرة إلى فنلندا، حتى ولو اتهمت بالجبن، والإنهزامية.