حب المال متأصل في النفس البشرية، وعند البعض تزيد تلك الغريزة إلى مستوى الجشع، وعند ذلك المستوى، تتولد روح النصب والاحتيال، ويبدو أنه خلال مرحلة الرخاء الاقتصادي، تقل حالات النصب والاحتيال، لأن هناك أملا بتحقيق منافع قادمة، قد تغني عن الجريمة، وتزيد تلك الحالات بشكل أكبر عند حدوث الركود الإقتصادي، أو هكذا تبدو الحال، أو ربما عند حالة الركود، يلتفت صاحب الحلال إلى حلاله بشكل أكبر، ومن ثم يكتشف حالات الاحتيال. ومن يقرأ صحفنا المحلية هذه الأيام، يلاحظ تزايد إعلانات الشركات، والأفراد، بإنهاء عمل مندوبين لها، وبذلك يخلون مسؤوليتهم من تصرفات أولئك المندوبين، وفي نفس الوقت تتناقل الأنباء المحلية أكثر من حالة نصب واحتيال، وسأورد مثالين منها:
1 – خلال الطفرة الأخيرة لإنشاء شركات الاستثمار، حصلت شركة خليجية معروفة على ترخيص لإنشاء شركة وساطة، واستشارات مالية، واستثمار، في المملكة، برأسمال قدره مائة مليون ريال، وأسست الشركة، وبعد ذلك عرضت الشركة على مستثمرين سعوديين إضافيين الدخول معها، وذلك عن طريق مضاعفة رأس المال، ودفع المستثمرون الجدد حصتهم، وكانوا ينتظرون تسجيل الشركة، بعد زيادة رأس المال، وإذا بهم يفاجأون بأن الشركة لم تقم بزيادة رأس المال، بل على العكس، فقد قام المطورون بحل الشركة الأصلية نظامياً، ورحل المطورون بأموال المساهمين الجدد!! ومازال أولئك المساهمون يحاولون استرجاع أموالهم.
2 – حالة أخرى قام فيها اقتصادي سعودي، بتكوين شركة استثمار ووساطة مالية، وفي مثل هذه الحالة، يتهافت رجال الأعمال على ذلك النوع من الشركات، ويعتبرون دعوتهم للمساهمة فيها، هو نوع من التكريم، وعادة ما يقوم المؤسس الرئيسي باختيار أعضاء مجلس الإدارة حسب هواه (كيف لا وهو صاحب الفكرة؟!)، وبعد أشهر اكتشف بعض المساهمين، من غير أعضاء مجلس الإدارة، أن المؤسس الرئيس قد صرف لنفسه ما مجموعه (4) ملايين ريال، ولم تبدأ الشركة عملها بعد، وهناك شكوك بأن الحملة الدعائية التي نفذتها الشركة، وبكلفة (3) ملايين ريال، قد تمت عن طريق شركة للمؤسس مصلحة فيها؟!! وانتهى الأمر بخسارة نصف رأس مال الشركة، وذلك بسبب سوء إدارة استثمار الأموال، والبذخ في المصروفات.
سألني أحد المساهمين في الشركة عن الحل، واقترحت عليه تجميع أصوات تعادل 5% من رأس المال، ثم يطلبون عقد اجتماع جمعية المساهمين، لغرض إثارة الموضوع، شريطة أن يتوثقوا من معلوماتهم.
هل نحن أمام ظاهرة عامة؟ أخشى ذلك، لأن التاجر الذي كان يبيع بضاعته بالآجل لعملائه المميزين، الملتزمين، نتيجة ثقته بهم، أصبح يصرّ على تحصيل القيمة كاملة، ومقدماً، بالرغم من العلاقة التاريخية الجيدة بين الطرفين، وقد لا يقدّر الكثير، التأثير الاقتصادي السلبي الكبير، فيما لو تحول المجتمع إلى مجتمع يتعامل بالنقد فقط، لأن الاستلاف، والتسليف، ضرورة لتوسيع الدورة الاقتصادية، ويؤديان إلى دوران الريال عدة مرات، وهو ما يعود بالنفع على الجميع، ولكن ذلك يشترط وجود نظام قضائي فاعل، يحمي الجميع، في حالة الاختلاف، أو النصب، أو الاحتيال.
استاذ سليمان انا من متابعيك ومن جمهورك المشجعين والمحبين لك حقيقة ,,,, لدى سؤال لك خارج عن الموضوع بصفتي احد ملاك سهم المجموعة ,,,, هل بينت تجربة الاعلان عن الأرباح بشكل شهري عيوب معينة ,,,,, بمعنى ان الاعلان عن الربح الشهري قد يكون احيانا _ وهو ما حصل لديكم مرتين خلال الفترة القصيرة الماضية _ قد يعطي صورة خاطئة للمساهم عن تصور وتوقع الأرباح المستقبلية , اذا أخذنا بالاعتبار ان بعض الأشهر يتم الاعتراف فيها ببعض المصاريف وبعض الأشهر يتم تسجيل ارباح بشكل استثانئي ,,, استاذي انا كنت دائما ممن يفاخرون بتجربتكم ومستوى الافصاح والشفافية لديكم ,,, الى اني بدأت اعيد النظر في حماسي السابق لأنه تبين لي عيوب هذه الطريقة ,,,,, هل من الممكن ايجاد حل لهذا الجانب السلبي في طريقة الافصاح الشهري ,,,, واسف لخروجي عن موضوعك .
أخي بائع متجول .. كل من يدرس الشركات البتروكيماوية السعودية يدري ويعي بما لا يدع مجالا للشك بان المجموعة السعودية وينساب هما افضل ما هو موجود حاليا ومستقبليا كذالك ولذا المجموعة لا خوف عليها ومنها بتاتا .. نعم على المدى القصير هذا يشيل وهذا يحط وكلن على هواه لكن منطق وواقع الأرباح سيفرض نفسه وسنرى هذا خلال الربع الحالي والذي يليه دخول أرباح المشروع الثاني ضمن قائمة الدخل والزيادة الكبيرة في الأرباح الصافية للشركة حقيقة لا يهم تم نشر الأرباح شهريا او ربعيا ولا يهم ان كانت مظللة (بفتح اللام او كسرها .. كلن سواء) لأن الناس في نهاية المطاف تبحث عن الربح وتتبع مسار الأرباح و لغة الأرقام فالمسألة وقت لا غير ونرى سهم المجموعة يتداول عند قيمته العادلة التي اعلم وتعلم وكل المتابعين والعارفين بشؤون الشركة يعلمون انها اعلى بكثير من القيمة الحالية انا مثلك بدأت استغرب من منهج وأسلوب الإعلان الشهري الذي بدأت أحس مثلك أنه يراد منه اعطاء انطباع ورسم صورة ما لدى قارئ الإعلان بل أرى أن الشركة تريد ان تمرر صورة قاتمة وسيئة على الشركة وأدائها لدى الناس .. ولكن كل ذالك لا يهم لأنه كما قلت واقع الأرباح ومنطق الأرقام لا يمكن تجاهله ... قد يتلاعب بالأرقام والألفاظ على المدى القصير وقد وقد .. لكن على المدى الطويل هناك فعالية أقتصادية وتدفقات نقدية لا يمكن التغاظي عنها او تجميلها
أستاذ سليمان شكرا لك, دائما متميز بمقالاتك. ولا تستغرب ان تسمع لاحقا عن اناس صاروا ضحيه في مال السياحه الداخليه, بحكم انها الان من الانشطه الواعده, مثلما كان هناك مئات الافراد صاروا ضحيه لتأسيس شركات الاسمنت قبل ثلاث سنوات, وعلى فكره بعضهم نشروا في الصحف الورقيه ان شركتهم ستبداء انتاج الاسمنت في عام 2008, وحتى هذه اللحظه لم يحصلوا على محجر. أخ بائع متجول و التونسي, ألا تريان ان الاعلان الشهريه منع المفاجئه لنتائج الشركه, سواء بالزياده او بالنقص, وهو مايحسب لاداة الشركه, أفلا يكفي ان المستثمر في السوق يعرف 67% تقريبا من نتائج الشركه. فياليت جميع الشركات تكون بمستوى المجموعه في الاعلان الشهري, فالان البنوك تعلن نتائجها الشهريه المجمعه, ومن يقوم بذلك هو ساما, فقد وفرت جزء كبير من المعلومات للمتابع الحريص على المعلومه البنكيه.