التبعات السلبية للتعسف الإداري

06/08/2025 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

لتعسف المدير على الموظفين ردة فعل عكسية تعود على المؤسسة بنتائج سلبية كثيرة. كما أن للتعسف الوظيفي نتائج سلبية واضحة على إنتاجية الأفراد وفرق العمل والمؤسسة ككل، ومنها انخفاض الدافعية الإنتاجية بسبب شعور الموظف بالظلم وما ينتج عنه من ضعف أو فقدان للحافز الذي يدفع الموظف للإنجاز بمستوى أعلى من الموظفين في المؤسسات المنافسة في سوق العمل.

تعد اللامبالاة الإنتاجية ملازمة للتعسف الوظيفي. والجدير بالإشارة الى أن الامن والسلامة الوظيفية مرتبط بالاهتمام بالكفاءة الإنتاجية. الإنسانية في تعامل المدير مع الموظفين تشجع على الولاء والاستدامة والإنتاجية والبقاء مع المؤسسة. الموظفون الذين يمارس ضدهم التعسف يغادرون المؤسسة بحثاً عن مؤسسة أخرى ذات بيئة عادلة وشفافة، لذلك يرتفع معدل الدوران ما يجعل المؤسسة تفقد المهارات والخبرات المتميزة للموظفين السابقين واحلالهم بموظفين جدد بمهارات وخبرات اقل كفاءة إنتاجية.

يتسبب التعسف الوظيفي بزيادة عن المعدل المقبول لعملية الدوران الوظيفي، ونتيجة لذلك تزيد تكلفة توظيف وتدريب موظفين جدد. استقالات الموظفين تؤثر بشكل نفسي في الموظفين بشكل عام والمتبقين مع المؤسسة بصفة خاصة. يؤثر التعسف الوظيفي سلباً في الابداع والابتكار وتوارد الأفكار والاعمال الريادية في المؤسسة. لا يستمر الموظفون الموهوبون مع مدراء متعسفين لا يوفرن بيئة مستقرة وعادلة ومحفزة. التوظيف المستمر يضعف الاستدامة والثقة والسمعة في المؤسسة. بعض الموظفين الذين يشعرون بتعسف المدير يستخدمون الاجازات المرضية لضعف ولاءهم ورغبتهم المؤسسية.

يتسبب التعسف الوظيفي في زيادة التوتر والضغوط النفسية ما ينتج عنه من أمراض نفسية وجسدية مثل ضعف التركيز والتشتت الفكري والذهني وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وامراض الاعصاب وغيرها. تكثر زيارات الموظفين الذين يشعرون بالتعسف للعيادات الصحية وبالتالي تزيد التكلفة الصحية.

بيئة العمل غير الصحية تؤثر على تركيز الموظف وصحته النفسية. ينتج عن التعسف الوظيفي تدهور العلاقات داخل فريق العمل الذي يفترض فيه الانسجام والتآزر والودية. لاشك أن غياب العدالة يولّد الحقد والانقسام بين الموظفين ويضعف العمل الجماعي وروح الفريق. تؤكد الدراسات أن التعسف الوظيفي يسبب الإضرار بسمعة المؤسسة لأن الموظفين غير الراضين ينقلون صورة سلبية عن المؤسسة وهذا ينعكس على قدرة المؤسسة على جذب الكفاءات والاحتفاظ بها لسنوات طويلة.

الشفافية الإدارية في التعامل مع الموظفين ركن من اركان الحوكمة المؤسسية الناجحة. الحوكمة العادلة توصي بقوة بأهمية العدالة بين الموظفين من قبل المدير تجاه جميع منسوبيه بلا تمييز بينهم. من الأهمية تطبيق اليات للشكاوى والتظلمات يستطيع الموظف إيصالها بلا خوف وبطريقة مستقلة وعادلة ومسموعة من قبل الجهة المختصة لإنصافه في تظلمه. تدريب المدير على أساليب القيادة الاحترافية العادلة على الأسلوب القيادي العادل في غاية الأهمية. احترام حقوق الموظفين شيء أساسي في الحوكمة الفاعلة، بل تعد أساسية في التحفيز على الأداء والمنافسة في السوق.

الخلاصة:

التعسف الوظيفي للمدير الاداري ومن في مقامه أنه عامل سلبي قاتل للإنتاجية، وإذا لم يُعالج بالشكل المناسب، قد يقود إلى تدهور بيئة العمل وفشل المؤسسة في المدى البعيد. أما البيئة العادلة والداعمة، فهي تحفز الموظفين على الولاء والانتماء والانشغال في العمل، كذلك تحفز الموظفين على الابتكار والتميز.

 

 

نقلا عن اليوم