رغم أنه لا ناقة لي ولا جمل، كما يقول المثل العربي، في عملية دمج شركة «ألبا» البحرينية مع الوحدة الخاصة بالألمنيوم في شركة «معادن» السعودية، فإنني حزنت كثيراً لفشل عملية الدمج، وكانت الشركتان السعودية والبحرينية قد أصدرتا «خطاب نوايا» عبر عن نيتهما في الدمج، وبعد انقضاء مدة الاطلاع النافية للجهالة أُعلن عن فشل عملية الدمج، وهو أمر طبيعي؛ فقد يكون أحد الطرفين يشعر أنه قد تعرض للغبن في التقييم، أو قد تكون هناك أسباب أخرى لعدم إتمام عملية الدمج، أو أن التوقيت غير مناسب لإتمام الدمج؛ بالإضافة إلى أن عملية الدمج من جنسيتين مختلفتين قد تخلق مخاوف لدى البعض من فرض هيمنة طرف على الآخر بعد إتمام عملية الاندماج.
وبغض النظر عن الأسباب التي أفشلت عملية الدمج، فإن سبب عدم سعادتي بالفشل يعود لعدة أسباب، أولها، أن الدمج يمثل تكاملاً بين الشركتين في صناعة الألمنيوم بدلاً من التنافس، ثانياً، أن الدمج يقلل تكاليف الصناعة في الشركتين، ثالثاً، وهو الأهم في نظري أن الدمج سيحول الشركة الجديدة إلى شركة عالمية في مجال صناعة الألمنيوم، بالإضافة إلى فوائد كثيرة أخرى، منها أن الدمج سيعطي الشركة الجديدة فرصة لاختيار أفضل عناصر العمل في الشركتين، وإبقائهم كطاقم عمل محترف في الشركة الجديدة.
ثم إن هذه العملية لو تمت ونجحت، وأنا أتوقع لها النجاح، ستكون مثالاً يُحتذى بين الشركات العربية المتماثلة في النشاط، يحثها على الاندماج وتكوين كيانات قوية، ولكن الأمر لم يتم.
ولست متشائماً كثيراً، فقد يتم الدمج لاحقاً بعد توافق الطرفين وتقديرهما للفوائد الناتجة عن الدمج، لا سيما وأن شركة «سابك» السعودية تملك 20 في المائة من أسهم «ألبا» البحرينية، وبإمكانها زيادة حصتها عبر الشراء المباشر لأسهم «ألبا»، وبالحد الذي يسمح به النظام البحريني وهو 49 في المائة، كما يمكن للطرف البحريني شراء أسهم شركة «معادن».
على أي حال هذه محاولة لم يكتب لها النجاح في الوقت الحاضر، ويمكن أن تتم في وقت آخر ينتج لنا شركة عربية مشتركة تكون نموذجاً يُحتذى بين الشركات العربية، وتُظهر نتائجها مدى التقدم المحقق بعد الدمج، لتزيل مخاوف البعض من عمليات الدمج، وأهمها فقدان السيطرة وخسارة البعض لامتيازات بعد الدمج.
على أي حال نرجو أن نرى اندماجاً بين شركات عربية أخرى، وإن لم تنجح عملية الدمج هذه فقد يُكتب النجاح لعمليات دمج بين شركات عربية قادمة. ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط