الإفلاس التجاري يعني عدم قدرة الشركة على امتلاك المال اللازم للوفاء للدائنين، تواجه بعض الشركات عدم القدرة المالية على تسديد الديون للدائنين سواء كانوا أفراداً أو شركات ما يجعل الدائنين يقدمون شكوى للقضاء أو للجهات المعنية لتسديدها، وقد أصدرت بعض الدول قوانين لحماية حقوق الدائنين، بل وحماية ما بقي للمديونين من مال يساعد الشركة على استعادة قوتها المالية من خلال ما بقي لها من سيولة نقدية، صدر الفصل السابع والفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي لحماية حقوق الدائنين وحماية المدينين من ملاحقة الدائنين، أما في المملكة فإن بعض المديونين يتقدمون للقضاء بطلب صك الاعسار لحمايتهم من مطالبة الدائنين.
أسباب افلاس الشركات
تتعدد أسباب إفلاس الشركات من حيث مصادرها، لكنها في مجملها مشاكل ناتجة عن قصور في الأداء في نواحي عديدة منها تدني الكفاءة الإنتاجية للإدارة والموظفين وبالتالي تتراجع الإيرادات والارباح والسمعة التجارية التي ربما تكون سبباً أساسياً في ضعف الأداء، أزمة الإفلاس تحدث عندما لا تتمكن الشركات من الوفاء بالمتطلبات والالتزامات المالية نتيجة للعديد من الأسباب، مثل ضعف التنظيم والتخطيط والقيادة والإدارة والتحكم المالي والرقابة المالية وتقييم وتقويم للأداء الذي له تأثير كبير في الأداء المالي للشركات، كذلك التغذية المرتدة تؤثر في تصحيح انحراف الأداء عن مساره، بالطبع المعلومات الدقيقة عالية الجودة والكمية تساهم في اتخاذ القرارات الصحيحة، والعكس صحيح ما يؤدي الى الفشل المالي.
للتغيرات الاقتصادية دور كبير في تراجع الإيرادات والعائدات في الشركات مثل الركود الاقتصادي، والتضخم المالي المرتفع، أو انخفاض الطلب على السلع والخدمات، حيث تؤثر على القدرة المالية للشركات، فقد سمعنا وقرأنا عن الازمة المالية الاقتصادية قبل 15 عام وما أدت اليه من انهيارات في قيمة العقارات والسلع والخدمات وبطاقات الائتمان بالولايات المتحدة في 2008م. لقد تجاوز التأثير مجالات عديدة مثل السياحة والسفر وأسواق الطاقة وغيرها، يعد الاعتماد الكبير على الاقتراض من المؤسسات المالية في حال ضعف القدرة على السداد مشكلة كبيرة تواجه المقرضين والمقترضين.
للتنافسية في الأسواق متطلبات يجب استيفاءها لتنعم الشركات بإيرادات وعائدات تساعد على استدامتها. المنافسة المستدامة تقوم على المبادرات الخلاقة والجودة العالية والمهارات المتميزة والكفاءة الإنتاجية والتجاوب السريع مع احتياجات الزبائن في الزمان والمكان والسعر المنافس والمنتج المنافس، عدم دراسة السوق من حيث ما يقدمه المنافسون يضعف الميزة المركز السوقي للشركة، ومن الأهمية أن نتذكر تحديد رغبة الزبون بالمنتج المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب والجودة المناسبة والسعر المناسب.
أهمية التكيف مع التكنولوجيا الحديثة التي تكسب الشركة ميزة تنافسية، خاصة تكنولوجيا الإنتاج والتشغيل وما يتعلق منها بمتابعة رضا الزبون ويحقق ولاءه للشركة ومنتجاتها، عدم التكيف مع ما يستجد من تكنولوجيا يؤثر في إيرادات الشركة وارباحها، للفساد المالي تأثير قوي في افلاس الشركة لأنه يسيء لسمعتها، خاصةً إذا كانت مدرجة في السوق المالية، مثل الاختلاس والسرقة والمصلحة الشخصية. يساهم ارتفاع التكاليف التشغيلية مثل ارتفاع أسعار المواد الخام، أو الرواتب، أو الضرائب في تراجع الأرباح، الخداع في التسويق ينفر المستهلكين من منتجات الشركة ويسيء لسمعتها، ولتغير الأنظمة والقوانين تأثير في التراجع المالي للشركة مثل زيادة الضرائب أو اللوائح والأنظمة.
معالجة الإفلاس التجاري
في البداية تقوم ادارة الشركة بتقييم الوضع المالي الحالي بحصر جميع الأصول والالتزامات لتحديد مستوى الإفلاس «هل هو تعثر لوقت قصير أو كامل»، ثم الاستعانة بمستشار قانوني متخصص في عملية الإفلاس لفهم القوانين المحلية والإجراءات اللازمة، تطوير خطة عمل متكاملة ثم إعادة هيكلة الديون بالتفاوض مع الدائنين لجدولة الديون أو تخفيضها، لا بد من إعادة التنظيم الداخلي للشركة بتقليص النفقات غير الضرورية والتركيز على الأنشطة الأساسية لتحقيق الإيرادات، البحث عن التمويل البديل وإشراك الأطراف المعنية من أصحاب المصالح في الخطة والتعامل معهم بشفافية وصدق وأمانة.
نقلا عن اليوم