يعتمد المستثمرين على بعض البيانات المالية لاختيار استثماراتهم، من تلك المعايير التي يفضلونها هي مكررات الأرباح والقيم الدفترية للشركات التي يرغبون بالاستثمار بها, والمستثمر المتمكن يعلم أهمية هذه المعايير وبالوقت ذاته يرى أنها ليست وحدها كافية رغم أهميتها إلى حد ما، من تلك المعايير مكرر الأرباح الذي يعني بشكل مختصر وبعيدا عن لغة المعادلات التي قد يصعب على البعض فهمها هو: العائد أو الربح الموزع الذي يحصل عليه مالك السهم في شركة ما خلال عام واحد، ويتفق كثير من المستثمرين أن مكرر "عشرة" يعد مغري وجذاب لدرجة كبيرة بل ربما يصعب إيجاده في ظل ارتفاعات الأسواق وتضخم الأسعار، ومكرر "عشرة" يعني أن مالك السهم سيستعيد ما دفعه مقابل السهم خلال 10 سنوات، الأمر الذي يعد في عالم الاستثمار سواء في الأسهم أو التجارة بشكل عام مناسب جدا.
ويرى البعض أن مكررات الربح ما بين 10 إلى 15 تعد مناسبة كذلك إذا اقترنت مع معايير أخرى، وأما المكررات دون العشرة فتعد جدا مغرية للمستثمر, لذلك نجد أن الشركات التي تكون مكرراتها أقل من 10 مقارنة بسعرها بالسوق لا تدوم طويلا إلا وتشهد تدفقات وسيولة نقدية من قبل المستثمرين لترتفع أسعارها، وهنا عدة أمور ينبغي على المستثمر الذي يعتمد على المكرر فقط الالتفات إليها منها: أن بعض الشركات تكون مكرراتها أقل من "عشرة" لكنها لا تشهد إقبالا من المستثمرين.
والسبب الرئيس يعود أن هذا المكرر غير تشغيلي "غير متكرر" ،أي أن الأرباح التي حققتها الشركة ليس بالضرورة أن تحققها في الأعوام المقبلة وذلك لتحقيقها لأرباح خارج نطاق مجالها التشغيلي، كأن تكون شركة صناعية لكنها حققت أرباحا مختلفة هذا العام من خلال بيعها لقطعة أرض وبالتالي أصبح مكررها دون العشرة، وهذا يعني أن الشركة بالأساس قد يكون مكررها فوق العشرين لكن بسبب تحقيقها لأرباح غير تشغيلية انخفض مكررها دون العشرة بشكل استثنائي لعام واحد فقط، لذلك من المهم معرفة هل المكرر المنخفض ناتج عن أرباح تشغيلية ام لا، كذلك هل الشركة قادرة على المحافظة على تحقيق نفس مستوى الأرباح مستقبلا أم لا.
كذلك من المعايير التي يعتمد عليها البعض بل وربما يعدها فرصة لن تتكرر، هي تداول بعض الشركات في السوق بأقل من قيمتها الدفترية، وقبل أن نتطرق لذلك، فالقيمة الدفترية بشكل مختصر وبعيدا عن لغة الأرقام والمصطلحات هي ما يحصل عليه المستثمر مقابل كل سهم يملكه في حال تصفية الشركة، لذلك عندما تتداول الشركات القيادية لسبب أو لآخر بأقل من قيمتها الدفترية تشهد إقبالا من المستثمرين وسيلا من التدفقات النقدية والسيولة الشرائية، والسؤال هنا هل تعد كل الشركات كذلك؟ والجواب بالطبع لا, لذلك نجد بعض الشركات تتداول بأقل من قيمتها الدفترية ولفترات طويلة ومع ذلك لم تجذب المستثمرين.
والحقيقة أن السبب في الأغلب يعود لعدم قناعة المستثمرين بأن هذه الشركة وما تملكه من أصول تستحق هذه القيمة الدفترية وأن قيمتها الحقيقة ربما تكون أقل من ذلك بكثير بخلاف الشركات القيادية التي تكون قوائمها المالية عالية الشفافية، وهذا لا يعني بالضرورة أن تقييم المستثمرين لموقفهم صحيحا بقدر ما يعني أن لديهم تجاهها حالة من عدم اليقين.
ورغم أهمية مكررات الأرباح والقيم الدفترية كونها ضمن المعايير الاستثمارية المهمة، ينبغي على المستثمر عدم الاعتماد عليهما بشكل منفرد وتجاهل بقية المعايير التي لا تقل أهمية عنهما، فهناك شركات قد تكون مكرراتها أعلى من 20 أو 30 ونجدها جاذبة للاستثمار لنموها والتوقعات المستقبلية الإيجابية لها، كذلك نجد شركات تتداول أعلى من قيمتها الدفترية بشكل كبير ومع ذلك تشهد إقبالا كبيرا من قبل المستثمرين، لذلك ينبغي أن تكون النظرة الاستثمارية شاملة لعدة معايير يمكن الاعتماد عليها وعدم الاقتصار على جزء حتى لا تتعرض استثمارات المتداول للخطر.
نقلا عن الاقتصادية