تتضارب التقارير الطبية والتجارية في الآونة الأخيرة حول المنتجات، فلم نعد نعرف الصحيح منها من غير الصحيح، ووجدت كل تقرير ينحاز لوجهة نظره ويدعمها بالأدلة المقنعة فيصعب عليك الاختيار كمستهلك لأن هذه التقارير تضعك في حيرة، فتقرير يشيد بهذا المنتج وتقرير يحذر منه، الأمر الذي يزيد حيرتنا كمستهلكين، وللأسف الجهات الموثوقة دائماً متأخرة في إصدار تقاريرها عن هذه المنتجات إما بسبب إخضاع هذه المنتجات للفحص، وهذا أمر مقبول، أو لأنها لا تعلم عن هذه المنتجات شيئاً خصوصاً الجديد منها، والكثير من المستهلكين يعزون هذا التناقض لأسباب تجارية، فهم، أي المنتجون، يظهرون الإعلان بشكل لا يوضح السمة التسويقية، ما يجعله موثوقاً نسبياً، وهذه الحملة تأتيك من عدة مصادر، فإن كان المنتج طبياً فأنت تسمع الإشادة به من قبل طبيب، وإن كان المنتج تجارياً فأنت ترى الإشادة به من مشاهير من ذوي الثقة النسبية لدى المستهلكين ويوحون لك أن هذا ليس إعلاناً تسويقياً وإنما نصيحة جاءت بعد تجربة المنتج الشخصية ما يجعلك تثق بما يقولون.
والأمثلة كثيرة في هذا الشأن، فمثلاً سبق وأن خرجت تقارير متعددة أن عدم تنطيف معجون الأسنان بشكل جيد بعد التسوك أضر من بقاء الأطعمة في الفم، لتخرج بعد ذلك تقارير مناقضة لذلك تقول إن التخلص من معجون الأسنان بشكل كامل بعد التسوك يلغي فاعلية المعجون، فمن نُصدق؟، وقد ضربت مثلاً بسيطاً للتوضيح فقط، ناهيك عن الأدوية والبلاستيك، وهل هو مسبب للسرطان أم لا؟ والمبيدات الزراعية، ثم الأطعمة، فهذا يحذر من صفار البيض لأنه يسبب الكولسترول، وفي الجانب الآخر هناك من يوصي به لفوائده الصحية، وأيضاً يسفه في التقارير المضادة، ثم اللحم والتحذير من كثرته لأنه يرفع درجة السموم في الجسم ما يسبب السرطان، وفي الجانب الآخر نرى تقارير تؤكد على ضرورة تناول اللحم لحاجة الإنسان للبروتين.
أما ثالثة الأثافي فهي التسويق للأعشاب رغم أن بعضها سام، وقد رأيت إعلاناً لدهان المفصل لم يتبق أحد من المشاهير لم يعلن عنه، وهذا غيض من فيض، أما المنتجات فكثيرة ما يسبب للمستهلك ارتباكاً ويسبب للاقتصاد خسائر كبيرة غير مبنية على تقارير غير دقيقة. نحن بحاجة إلى مؤسسات غير ربحية موثوقة تنيرنا تجاه تضارب هذه التقارير حول المنتجات. ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط