بكفاءة عالية نجحت المملكة خلال مشاركتها في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا في إطلاع العالم على ملامح تجربتها في إعادة بناء اقتصادها الوطني، وتطويره على مرتكزات صلبة، وثوابت علمية راسخة، ففي المنتدى بينت المملكة كيف استثمرت برامج رؤية «2030» في إجراء إصلاح اقتصادي واجتماعي شامل، جعل منها دولة عصرية متميزة، لا تقبل إلا أن تكون في مقدمة دول العالم في جميع المجالات، وهو ما تحقق على أرض الواقع خلال السنوات الماضية من عمر الرؤية، وما زال العمل متواصلاً لاستكمال باقي التطلعات في إعادة بناء المملكة الثالثة.
حرص المملكة على المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي، والإعداد المتقن لهذه المشاركة جعل من وجودها في الفعاليات أمراً لافتاً لأنظار الجميع، خاصة بعدما كشف الوفد السعودي أمام الجميع كيف تطورت المملكة من الداخل، وكيف أعادت صياغة تفكير المواطن السعودي، وتحفيزه على أن يُفكر خارج الصندوق، للوصول إلى الأفكار والاقتراحات الفريدة، إذا ما أراد أن يشارك في مسيرة التغيير والتطوير التي جاءت بها الرؤية، وهو ما شهدت به المنظمات الدولية قبل المحلية، ورأت أن المملكة، حققت - بسواعد أبنائها - تحت مظلة الرؤية كل ما سعت وطمحت إليه.
التألق السعودي في منتدى دافوس دفع القائمين عليه إلى الإعلان عن اختيار الرياض لاستضافة الاجتماع الأول للمنتدى خارج دافوس هذا الربيع، وجاء هذا إيماناً من المنتدى بأن المملكة أصبحت رائدة، وأقوى وأكثر تأثيراً على المسرح العالمي، وهو ما يسهم في تعزيز الصورة العالمية للمملكة وعاصمتها، خاصة أن الاجتماع سيركز على التعاون العالمي والنمو والطاقة.
ومثلما استعدت المملكة لمنتدى دافوس جيداً، ستستعد لاجتماع الرياض المرتقب، خاصة أنه سيستضيف أكثر من 700 مشارك من الخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين من المنظمات الدولية والقطاعات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية وقطاع الأعمال، لبحث التحديات العالمية الراهنة في مجالات التنمية، ضمن حوارات مثمرة، تعزز التعاون العالمي، وتحفز الجهود الدولية المشتركة لابتكار الحلول المستدامة.
الصورة العامة للمشهد تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن المملكة باتت لاعباً عالمياً يتحكم في تحديد بوصلة اهتمامات الدول الكبرى، من أجل تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة، تساعد على النمو والتألق والتميز الدولي، وما اجتماع دافوس في الرياض إلا خطوة تتبعها خطوات أخرى، ترسخ أقدام المملكة في المنتديات والملتقيات والمؤتمرات الدولية، خاصة تلك التي تتبنى برامج النهوض الاقتصادي.
المقالة منشورة في المجلة المالية التي يصدرها مركز التواصل والمعرفة المالية (متمم) العدد السادس، مارس 2024م
