عزوف يعانيه قطاع صناديق العقار المتداولة

07/04/2024 12
ثامر السعيد

مضى على إطلاق سوق الصناديق العقارية المتداولة سنوات، دفع انطلاقها شركات الاستثمار إلى إنشاء صناديق استثمارية متداولة للعقار REIT بلغ عددها 19 صندوقا، وفقا لتقرير صادر عن "أرقام" فإن هذه الصناديق مجتمعة تمتلك عقارات تبلغ قيمتها 27 مليار ريال تقريبا، منها للرياض وحدها 48 % تليها جدة بفارق كبير 19 % وثالثا تأتي الدمام التي تمثل عقاراتها 6 %. تعتبر هذه الصناديق إحدى أدوات الدخل الدوري للمستثمرين، وهذا بحسب طبيعتها منذ أن اعتمدت قوانينها في 1960، أتاحت القدرة على توزيع ملكيات عقارية متنوعة على سلة واسعة من المستثمرين عبر تملك وحدات وكل وحدة تمثل حصة من العقارات المدارة من هذه الصناديق، وفقا للنظام فإنها تقوم بتوزيع النسبة العظمى من إيراداتها على المستثمرين، ولكونها أداة سهلة التسييل، أعطاها المتعاملون علاوة أعلى من حيث العائد المقبول منها مقارنة بالعائد المتحصل عليه مباشرة من أي مستثمر عقاري اعتيادي، تكتسب هذه الصناديق قيمتها من معدلات الإشغال لعقاراتها وكذلك معدلات العائد الموزعة على المستثمرين ومن تغير القيمة السوقية للعقارات التي تمتلكها، وأخيرا تتأثر قيمة الوحدات بمقدار الاقتراض وتكاليفه، وأخيرا بمقدار الأرباح الممكن تحقيقها من الجزء المتاح لمشاريع التطوير فيها.

حظي قطاع الصناديق العقارية المتداولة بإقبال عال في بدايات هذه السوق وتعامل معه المستثمرون كأداة للمضاربة دون أخذ الاعتبار لطبيعة هذه السوق، فقد القطاع بعدها الإقبال والنشاط، فلم تمثل تداولاته بنهاية عام 2023 إلا 0.44 % من إجمالي القيمة المتداولة في السوق السعودية كاملة، وتفاوتت معدلات التوزيعات منها بين 7.5 % كأعلى معدل إلى 1.6 % كأقل عائد مقدم للمستثمرين، شهدت السنوات الأخيرة ظروفا مختلفة أثرت في عوائد الصناديق ومعدلات الإشغال فيها، منها جائحة كوفيد - 19 التي تسببت في انخفاض العوائد الإيجارية وانخفاض نسب التشغيل، وصولا إلى التغير في معدلات الفائدة وارتفاع تكلفة الاقتراض على هذه الصناديق، ما تسبب في تقلص التدفق النقدي المتاح للتوزيع، وأخيرا جودة العقارات المملوكة لهذه الصناديق التي تلعب دورا في تقييم الأصول المدارة منها، تعتبر الجائحة سببا غير قابل للتنبؤ به من حيث الحدوث والآثار، لكن بقية الظروف اختلف تعاطي مديري هذه الصناديق معها في قدرتهم على تحسين معدلات العوائد المتاحة. لم يكن هذا التفاوت وحده سببا في العزوف عن الصناديق العقارية المتداولة، بل فهم طبيعتها والغاية منها كان لهما أثر فيها كذلك.

تسبب التغير في الظروف المحيطة بقطاع الصناديق العقارية، لعدم التمييز بين جودة صندوق عن آخر، في تداول جزء لا بأس به منها بمعدل خصم ملموس مقارنة بقيمة العقارات التي تمتلكها وكذلك بمعدل خصم مقارنة بمتوسط التوزيعات الممنوحة مقارنة بالصناديق بعضها ببعض أو بمعدلات العائد لصناديق الريت عالميا، إن التباين بين معدلات العائد وتراجع الوحدات تسبب في تقلص النشاط على القطاع، وهذا بدوره أثر في تدفق حتى الاستثمارات الأجنبية المتخصصة في مجال الصناديق العقارية على الرغم من أن إضافته إلى المؤشرات العالمية بضعف السيولة يعد تحديا أمامه وعنصرا مهما لأي مستثمر يهدف إلى الاستثمار في العقار المتداول، يحتاج هذا القطاع إلى صانع سوق يلعب فيه دور الموفر للسيولة وأيضا يحتاج المستثمرون النظر إلى الفرص المتاحة فيه من حيث العائد والقيمة المملوكة في هذه الصناديق من الأصول، فقط تخطئ السوق في تقييم أصل معين، إلا أن الأساسيات لا بد لها أن تعود وتقود السوق، هذا بذاته سيحفز الشركات الاستثمارية إلى العودة مرة أخرى لإحياء السوق وتأسيس صناديق جديدة.

 

 

 

 

 

نقلا عن الاقتصادية