افتتحت السوق السعودية الدقيقة الأولى من تداولاتها للعام الجديد 2024 مخترقة حاجز 12 ألف نقطة، وبذلك تواصل السوق ارتفاعاتها لأسبوعها التاسع على التوالي، مبتدئة شهرها الثالث وعامها الجديد، بارتفاعات استطاعت خلالها تجاوز مستوى 12 ألف نقطة مع تحسن في معدلات السيولة، حيث تجاوز متوسطها ستة مليارات ريال، وهذا يؤكد دخول السوق في موجة صاعدة بعد تجاوزها منطقة 11700 نقطة، التي ذكرناها في مقال سابق، وبهذا تكون السوق اختتمت 2023 بارتفاع بنحو 1500 نقطة، وبنسبة تزيد على 14 في المائة مقارنة بإغلاقها عام 2022، كما اختتمت السوق 2023 بارتفاع بنسبة تتجاوز 20 في المائة بنحو يزيد على ألفي نقطة من أدنى نقطة سجلتها عند 9932 في شهر مارس الماضي.
استطاعت السوق السعودية تحقيق هذه النسب من الارتفاعات رغم عدة عوامل سلبية ضغطت على عموم الأسواق، ومنها السوق المحلية، من تلك العوامل وأبرزها ارتفاع نسب الفائدة ووصولها إلى مستويات تاريخية منذ عدة عقود تجاوزت معها 5.5 في المائة، وارتفاع التضخم على الصعيد العالمي، وانهيار بعض البنوك في الولايات المتحدة الذي ترك أثرا في القطاع المالي، ما دفع السلطات المالية والجهات الرسمية إلى التدخل في احتواء الأزمة، كذلك تراجع النمو في الصين ومشكلات الرهن العقاري، وتخلف أشهر شركات القطاع العقاري الصينية عن سداد بعض سنداتها المستحقة، كما أثرت مشكلات القطاع العقاري في المصارف والائتمان، ما استدعى تدخل السلطات الصينية لتحقيق بعض التوازن من خلال بيع كميات كبيرة من سنداتها التي تملكها في الولايات المتحدة لتوفير سيولة، وضخها في السوق من خلال دعمها لاحتواء الأزمة التي تعيشها، كما كان لضعف الطلب المحتمل على النفط بعض الآثار التي شكلت عامل ضغط على الأسعار، ما دفع خام برنت للتراجع إلى مستويات 70 دولارا للبرميل خلال 2023.
مع كل هذه العوامل المؤثرة في عموم الأسواق، استطاعت الأسواق خلالها الوصول إلى قممها التاريخية، ونشير هنا إلى "الداو جونز" الذي حقق قمة تاريخية قبل نهاية العام ووصول المؤشرات الأمريكية الأخرى إلى قرب أعلى مستوياتها التاريخية كذلك، ما عزز من تماسك السوق السعودية وحفزها لبدء موجة صاعدة جديدة، ومن أبرز العوامل التي دعمت السوق المحلية، رغم تراجع أسعار النفط إلى ما دون الـ80 دولارا، هو استمرار الدعم الحكومي والإنفاق على المشروعات والبنى التحتية، الذي كان له دور في تحفيز السوق، حيث تعد الشركات المدرجة بقطاعاتها المتنوعة من أكبر المستفيدين من ذلك، لعلاقتها المباشرة وغير المباشرة بالإسهام في هذه المشروعات.
حاليا، وبعد اختراق مستويات 11700 وتجاوز منطقة 12 ألفا، تكون السوق السعودية من الناحية الفنية تستهدف منطقة 13 ألف نقطة، ولا يعني ذلك عدم حاجة السوق إلى عمليات تهدئة وجني أرباح بين حين وآخر طالما تحافظ السوق على مناطق دعمها، كما تتهيأ السوق حاليا لما يسمى بـ"التقاطع الذهبي"، حيث يطلق هذا الاسم في عموم الأسواق عندما يتجاوز متوسط الـ50 يوما لمتوسط 200 يوم متجها إلى أعلى، وقد وصف بـ"الذهبي" لما يعقبه من ارتفاعات في كثير من الأحيان، كما يطلق "تقاطع الموت" على عكس ذلك تماما، عندما يقطع متوسط الـ50 يوما لمتوسط 200 يوم متجها إلى أسفل، لذلك سنبقى متفائلين، حسب المعطيات السابقة، والله أعلم بالصواب.
نقلا عن الاقتصادية
كلام جميل يبعث على التفائل ويدعمه أساسيات محفزة للقطاعات الحيوية على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع معدلات كفاية رأس المال للبنوك + ارتفاع اعداد الزوار من الخارج يدعم قطاع الاتصالات من خلال الاشتراك المباشر او رسوم التجوال + بداية التعافي لاسعار البتروكيماويات واقرار الحكومة الصينية حزمة دعم اضافي وضخ السيولة في النظام البنكي والاغلاقات في الولايات المتحدة لمصانع متقادمة وغيرها من القطاعات ..