انتزعت المملكة الأسبوع الماضي بطاقة استضافة معرض "إكسبو 2030" من إيطاليا وكوريا الجنوبية بعد أن حصدت 119 صوتًا مقابل 29 لبوسان الكورية الجنوبية و17 صوتًا لروما الإيطالية، مسجلة فوزًا ساحقًا وحاسمًا كما أعلن عن ذلك الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديمتري كيركنتزس في تهنئته للسعودية بهذا الإنجاز، فوز المملكة بهذا الاستحقاق الدولي المرموق، رغم أنه يمثّل تتويجًا لرؤية المملكة 2030 الطموحة ويعد ثمرة سبع سنوات مليئة بالتحولات والتغيرات التنموية والاقتصادية والاجتماعية النوعية، فقد كان بمصاحبة ذلك أيضًا انتصار إعلامي ودبلوماسي أنضج صورة ذهنية لامعة وطرح علامة إعلامية وحضارية وثقافية سعودية مُبهرة، وبجودة عالمية المستوى برهنت على القوة الناعمة التي باتت المملكة تتمتع بها لترسيخ موقعها المتقدّم ودورها المؤثر في خارطة عالم اليوم والغد، كان من الواضح ومن خلال العروض الأخيرة للدول المرشحة لاستضافة مؤتمر ومعرض إكسبو 2030، أن ردود الأفعال الإيجابية والمُستحقة للرياض التي أعقبت نبأ فوزها الساحق باستضافة نسخة 2030 من المحفل الدولي، أنتجها حراك متراكم ومترابط تشابكت خلاله براعة الاقتصادي والاستثماري مع الدبلوماسي والإعلامي والسياسي والثقافي، مدعوم بإرادة صلبة ومحاط برعاية قيادة متحفّزة لصناعة المستحيل وراء المستحيل تحت شعار: نحن قادرون ومستعدون! ملف "الرياض إكسبو 2030" حمل عنوانًا وشعارًا منبثق في جوهره من رؤية المملكة 2030 ويعبّر بشكل صريح عمّا أنجزته مبادرات الرؤية من إنجازات تحت مظلة "التغير والتحول" فجاء شعار الملف "حقبة التغيير: معًا نستشرف المستقبل" وفي ذلك رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأكمله، أن مسيرة التحول التي تشهدها المملكة اليوم آفاقها تتجاوز حدود المملكة لتطال العالم بأكمله، وبأن الخير الذي تنشده السعودية لا يخصها وحدها بل ويمتد إلى ما هو أبعد، عبر رسائل باتت تمس مصير كل المجتمعات: الازدهار، العمل المناخي، الغد الأفضل.
وفي ذلك رسالة أخرى فحواها أننا نعمل من أجل أجيالنا ومن أجل أجيال البشرية بأكملها ولا نعرف إن كانت هناك رسالة أسمى وأنقى من تلك الرسالة، بالمقابل فإن من الإشارات الجديرة بالالتقاط خلال عروض تقديم ملف السعودية لاستضافة "إكسبو 2023" الحضور اللافت للمرأة السعودية والذي عبّر عنه بصورة بهية حضور الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن المندوبة الدائمة للسعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" خلال كلمتها في حفل الإعلان معتبرة أن الرياض ستبهر جميع المشاركين بالحدث العالمي، وأن الدول التي صوتت بالأغلبية لصالح الرياض صوتت لأنها تؤمن بها وبما ستقدمه للعالم، وبأن استضافة الرياض لهذا الحدث العالمي سيعود بالفائدة والخير على الجميع، وفي ذلك رسالة أخرى من رسائل "القوى الناعمة السعودية" أن المرأة باتت اليوم عنصرا وركيزة أساسية من ركائز النهضة الطموحة التي تعمل المملكة على ترسيخ أركانها في مسيرتها نحو المستقبل الواعد الذي باتت الرياض -وكما عبّر عن ذلك سمو ولي العهد- تمثل بوابته للعالم الذي يتوجب عليه أن يتشارك مع المملكة دروسها المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة التي عملت عليها وأنجزتها بالعلامة الكاملة.
لقد حمل حدث فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 جُملة من الرسائل والإشارات التي تعبّر بشكل صريح وواضح لا لبس فيه، أننا سائرون على الطريق الصحيح، وأن تقويم رؤية المملكة 2030 أثبت فاعليته كبوصلة مرشدة نحو الغد الواعد الذي يضع السعودية في موقعها ومكانتها المُستحقة ضمن الصفوف الأولى ولا غيرها، وهي باتت بكل ثقة منصة إقليمية وعالمية تُزهر ابتكارًا ومعرفة واستدامة وازدهارًا، وواحة خصبة تثمر عطاءً وخيرًا ونماءً، وما هو أهم أنها جددت العزيمة والفخر في قلوب السعوديين بهويتهم وبقيادتهم وبإنسانهم الذي لا يعترف بالمستحيل والذي هو جوهر ثروتها الحقيقية وأساس نهضتها ومفتاح مستقبلها.
نقلا عن الرياض