- للدخول في سباق المنافسة العديد من المحددات والمزايا التنافسية التي من أهمها الاستدامة والأسعار المنافسة التي تحكمها التكلفة الإنتاجية والابتكار والإبداع المتجدد وسرعة الاستجابة لمتطلبات الزبائن. قرار خفض التكلفة لا يكفي إلا إذا توافرت عناصر مهمة، منها جودة الأداء والمهارات والقدرات والخبرة العالية للموظفين، كلٌّ في مجال عمله والحساسية تجاه الزبائن، ناهيك عن توافر البيئة المشجّعة على الابتكار والإبداع والتغيير الهادف لتحسين بيئة المنافسة؛ ما ينعكس على جودة المنتجات وقدرتها على المنافسة والاستدامة في أسواق المنافسة. وهذا يعتمد على جودة المنتج من ناحية، وقدرة الإدارة على اتخاذ القرار المناسب والسعر المناسب لمنتجاتها في الوقت المناسب والمكان المناسب من ناحية أخرى. وهذا بدوره يتطلب نظام تكلفة فعّالة على درجة عالية من الكفاءة ودقة احتساب عالية للتكلفة.
- ولقد زاد الاهتمام بعلم إدارة سلسلة الإمداد SCM لما له من أهمية في تطوير جودة المنتج والكفاءة الإنتاجية بداية من شراء المواد الخام إلى متابعة مدى رضا الزبون الصناعي أو المستهلك عن المنتج النهائي، سواء كان سلعة مادية ملموسة أو خدمة نلمس فائدتها وجودتها من خلال المنافع التي توفرها.
إن الاستمرار في استخدام الطريقة التقليدية في احتساب التكاليف في ظل التوسّع في الاهتمام بالمراكز الخدمية وانخفاض نسبة استخدام التكاليف المباشرة قياسًا بإجمالي التكاليف بسبب التطور الكبير في الميكنة الآلية والتقدم السريع الذي شهده علم الحاسوب والذكاء الاصطناعي والجودة الشاملة التي دخلت مجالات التصنيع.
- اليوم تتنافس الشركات العابرة للقارات في أسواق السلع والخدمات على أسس مختلفة، منها سرعة تلبية حاجة الزبائن والأسعار والجودة العالية، وتبنّي التكنولوجيا المتقدمة والتحكم في التكلفة الإنتاجية التي تُعدُّ من أكثر المعايير التنافسية المهمة والمحددة للاستدامة لتحديد مدى هيمنتها على الأسواق العالمية.
- التكلفة الإنتاجية تحدّد مستوى وقدرة الشركات على المنافسة للحصول على حصة تسويقية كبيرة توفر لها القيادة التنافسية في الأسواق. وكلما زادت التكلفة الإنتاجية ضعفت قدرة الشركات على المنافسة والاستدامة.
وتشير الدراسات إلى تزايد حصة الشركات في الأسواق المحلية والعالمية عندما تخفض التكلفة الإنتاجية وتزيد الكفاءة الإنتاجية وفنون الابتكار والإبداع.
- وتستطيع الشركات تقليص تكلفتها الإنتاجية بعدة طرق منها تبنّي تكنولوجيا الإنتاج الحديثة التي تساعدها على الإنتاج بكميات كبيرة وبجودة عالية وبسرعة عالية وحساسية عالية تجاه التعاطي مع طلبات الزبائن؛ لأن الإنتاج اليدوي واستخدام التكنولوجيا القديمة يفتقران للكفاءة الإنتاجية التي يقصد بها استغلال الموارد المختلفة والداخلة في تصنيع السلع والخدمات بطريقة مثالية، وبحدٍّ أدنى من النفايات التي تعتبر موارد غير مستغلة، لكنها تدخل ضمن التكلفة الكلية للمنتجات وتقلل من الإيرادات والأرباح. وهذا بالفعل ما حدث في شركة صناعة سيارات الروزلز رويس التي تبنّت تكنولوجيا الإنتاج الآلي لتلبية الطلبات المتنامية على سياراتها حول العالم، لذلك تبنَّت الميكنة أو التصنيع الآلي في الإنتاج.
- تعتبر الشركات الناجحة الكفاءة الإنتاجية ميزة تنافسية تكسبها مركزًا تنافسيًّا متقدمًا بين الشركات. الحقيقة أن أغلب الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة وبعض الشركات الكبيرة تفتقر إلى فهم الكفاءة الإنتاجية. وتعتبر الخبرة أحد أهم العوامل التي تساعد في خفض التكلفة الإنتاجية؛ حيث تنقص التكلفة الإنتاجية كلما زادت الخبرة لأن مهارات الموظفين تقلل من نسبة الأخطاء، بحيث تستغل جميع الموارد المتاحة بكفاءة عالية.
- وختامًا.. لابد من تطوير الكفاءة الإنتاجية والتذكير بها، خاصة أنها تعتمد على توافر معطيات في الجودة والإبداع والابتكار وسرعة التفاعل مع احتياجات الزبائن والجودة العالية للسلع والخدمات باستمرار واستدامة، ما يزيد من المنافسة الوطنية.
نقلا عن اليوم
