في الأسبوع الماضي استمرت أسعار الغاز في أوروبا في الانخفاض، لتظهر أطول فترة تراجعات أسبوعية منذ 2013، وسط ضعف الطلب ومخاوف الركود. في الآونة الأخيرة، انخفض مؤشر "تي تي إف" الهولندي المرجعي للغاز الطبيعي في أوروبا إلى أقل من 25 دولارا "23 يورو" لكل ميجاواط/ساعة. إجمالا، انخفضت الأسعار 66 في المائة منذ بداية العام، و90 في المائة عن المستوى القياسي المسجل في آب (أغسطس) 2022 - عند أكثر من 322 دولارا "300 يورو" لكل ميجاواط/ساعة. بالفعل، أسعار الغاز الآن عند أدنى مستوى لها منذ بداية أزمة الطاقة في أوروبا في 2021، التي بلغت ذروتها في 2022 على خلفية الأزمة الأوكرانية، ووقف إمدادات معظم خطوط الأنابيب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
أدى ضعف الطلب من الصناعة ومحطات توليد الطاقة، إلى جانب أعلى مستوى احتياطيات غاز لهذا الموسم منذ أعوام عديدة، إلى انخفاض أسعار الوقود الأزرق. بدءا من 24 أيار (مايو)، كانت مرافق تخزين الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي ممتلئة بنسبة 66.7 في المائة، وفقا لبيانات البنى التحتية للغاز في أوروبا. هذا المستوى من مخزون الغاز هو الأعلى في هذا الوقت من العام منذ عقد على الأقل، من ناحية أخرى، تراجع الطلب على الغاز وسط طقس ربيعي معتدل في معظم أنحاء أوروبا، وتزايد توليد الكهرباء من المصادر المتجددة. في الصناعة، لم يزد استهلاك الغاز أيضا، على الرغم من انخفاض الأسعار، ويرجع ذلك جزئيا إلى علامات الانكماش في القطاع الصناعي، في ظل هذه التطورات، حذر محللون من احتمال حدوث أسعار غاز سلبية في أوروبا، وهو وضع سيضطر فيه البائعون إلى البدء بدفع مبالغ إضافية للمشترين. بالفعل، يمكن أن تنخفض أسعار الغاز إلى ما دون الصفر في الصيف إذا كان تباطؤ الطلب لا يتناسب مع التخمة المتزايدة في إمدادات الغاز.
في الأسبوع الماضي، انخفضت أيضا العقود الآجلة للغاز في الولايات المتحدة إلى 2.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من أعلى مستوى لها في شهرين عند 2.7 دولار. ويرجع ذلك إلى زيادة الإنتاج والتوقعات المعدلة التي تشير إلى انخفاض الطلب في الأسابيع المقبلة.بالفعل، ارتفع متوسط إنتاج الغاز في الولايات الأمريكية الـ48 إلى 101.5 مليار قدم مكعبة يوميا في أيار (مايو)، متجاوزا الرقم القياسي المسجل في نيسان (أبريل). إضافة إلى ذلك، انخفضت إمدادات الغاز إلى محطات تصدير الغاز المسال الرئيسة في الولايات المتحدة بسبب أعمال الصيانة، في هذ الجانب، أطلقت وكالة بلومبيرج مناقشة حول ما إذا كان الغاز في السوق الفورية في أوروبا يمكن أن ينخفض إلى ما دون الصفر هذا الصيف. وفقا للوكالة، العامل الرئيس في لعبة الأسعار هذه هو الطقس، فضلا عن انخفاض الطلب في الاتحاد الأوروبي. مع ذلك، لا تزال الوكالة تعتقد بإمكان رؤية قفزات في الأسعار في حالة الظروف الجوية الأكثر صرامة "الحرارة الشديدة في الصيف أو الصقيع الشديد في الشتاء"، لكن لم يعد الحديث يدور حول مستوى السعر الذي لوحظ في نهاية 2021 ومعظم 2022.
في الوقت نفسه، يتم تداول العقود الآجلة للغاز المسال في آسيا بأقصى علاوة على العقود الأوروبية منذ كانون الثاني (يناير) من هذا العام. ارتفاع الطلب في آسيا، يمكن أن يعرض للخطر إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا. مع بدء موسم سحب الغاز من منشآت التخزين في أوروبا، قد تستقر الأسعار، حيث ستتم إعادة توجيه جزء كبير من الإمدادات الفورية إلى آسيا كسوق أكثر مرونة، المعنويات الهبوطية لم تغادر سوق الغاز للشهر السادس على التوالي. بالفعل، انخفضت أسعار الغاز في أوروبا إلى أقل من 250 دولارا لكل ألف متر مكعب للمرة الأولى منذ مايو 2021. في الوقت نفسه، مخاوف الركود تفرض ضغوطا إضافية على أسعار الغاز كجزء من انخفاض الطلب من المستهلكين. انتهى موسم التدفئة في أوروبا، ولم يبدأ موسم جديد بعد، ولا توجد حرارة شديدة يمكن أن تصبح دافعا لزيادة استهلاك الطاقة. كما لا توجد زيادة في الطلب من الدول الآسيوية، العامل الأكثر أهمية في بيئة الأسعار الحالية هو اختفاء الذعر بشأن ملء مرافق تخزين الغاز - وهذا يوجد أفضل الظروف لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في السوق الأوروبية. بمثل هذه الأسعار، يمكن للأوروبيين تجديد احتياطيات الغاز في مرافق التخزين، سواء في الشتاء المقبل أو تحسبا للحرارة هذا الصيف دون تقلبات حادة في الأسعار.
بالطبع، سيكون من المهم أيضا ملاحظة مصادر الطاقة المتجددة "الشمسية وطاقة الرياح"، التي تقلل الاعتماد على المصادر التقليدية. في هذا الجانب، وافق مجلس الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي في الربع الأول من هذا العام، على زيادة حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 42.5 في المائة بحلول 2030، أسعار الغاز الحالية متأثرة أيضا بتوقعات حدوث ركود في الاقتصاد العالمي. خلال فترات الانكماش الاقتصادي، تعاني سوق الطاقة عموما انخفاض الطلب. كما أن الزيادات في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي و"الفيدرالي" الأمريكي تعمل على تهدئة الاقتصادات بجعل الاقتراض أكثر تكلفة. جدير بالذكر أن الاقتصاد الألماني دخل بالفعل في حالة ركود. ويلاحظ الانخفاض للربع الثاني على التوالي، ما يعني بداية الركود. انكمش الاقتصاد الألماني 0.3 في المائة في بداية 2023، تشير البيانات إلى تزايد عمليات البيع المفرطة في عقود الغاز الطبيعي. لا توجد عوامل فنية وأساسيات سوق تشير إلى انعكاس هذا الاتجاه أو زيادة عمليات الشراء مع توقع حدوث انتعاش. في هذه الحالة، يعتقد المحللون أنه في المستقبل القريب يمكننا أن نرى أسعار الغاز في أوروبا في حدود 250 إلى 300 دولار لكل ألف متر مكعب.
في الوقت نفسه، هناك شبه إجماع بأن سيناريو أسعار غاز سلبية غير مرجح. أولا، لا توجد مؤشرات عن استخدام مرافق التخزين بنسبة 100 في المائة سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة أو في آسيا. ثانيا، يتمتع المشاركون في السوق بالخبرة والقدرة على التحوط من مخاطر تكرار السيناريو الذي كان مع النفط في أبريل 2020، حيث تشكلت أسعار سلبية في حينها نتيجة للإغلاق الهائل للصفقات في العقود الآجلة القابلة للتسليم، وعدم القدرة على تخزين إجمالي إنتاج النفط الذي كان من المفترض أن يستخدمه الاقتصاد العالمي.
نفلا عن الاقتصادية
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي خلال تعاملات الجمعة، مع تقييم المستثمرين ارتفاع الطلب الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، في ظل تراجع الإمدادات. وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندية تسليم شهر يوليو بنسبة %21.5 عند 32.75 يورو لكل ميجاواط / ساعة، في تمام الساعة 07:19 مساء بتوقيت مكة المكرمة.
عموما الغاز ليس هنالك محفذات لصعودة خصوصا في فترة إرتفاع درجات الحرارة - وإنخفاض الغاز يؤثر على إيجابا على شركات إنتاج اليوريا حيث أن إنخفاض الغاز يؤدي لإنخفاض تكلفة الإنتاج وقد هبطت اليوريا لأدى مستوى لها 296 دولار/ طن متحسنة من مستوى القاع : 212دولارم طن