«برنت» يتلقى الدعم من قرارات «أوبك»

08/06/2023 1
بسام العبيد

تلقت أسواق النفط قرارات "أوبك+"، مطلع الأسبوع الجاري، بإيجابية، حيث ارتفع خام برنت إلى مستوى 78.68 دولار بنسبة تجاوزت 3 في المائة، وكانت منظمة "أوبك" وحلفاؤها أو ما يطلق عليها مجموعة "أوبك+" قد أقرت تمديد تخفيضاتها من النفط حتى نهاية 2024، وكانت روسيا قد أعلنت مسبقا اتخاذها خفضا طوعيا مقداره 500 ألف برميل يوميا، وأعلنت تمديدها التخفيض حتى نهاية العام الجاري، وذلك بعد اجتماع المنظمة، الأحد الماضي، في الرابع من حزيران (يونيو)، كما أعلنت المملكة في السياق نفسه كذلك قرارها بتمديد تخفيضها الطوعي بمقدار 500 ألف برميل يوميا لنهاية العام الجاري. وأضافت المملكة أنها ستقوم بتخفيض طوعي بمقدار مليون برميل ولمدة شهر واحد قابلة للتمديد، وذلك ابتداء من تموز (يوليو) المقبل. وذكرت المملكة وروسيا معا أنهما تقومان بخطواتهما نحو التخفيض الطوعي المعلن، كخطوة احترازية من شأنها الحفاظ على استقرار أسواق النفط واتزانها، حيث شهدت الأسواق بعض التذبذبات الحادة بسبب المضاربات المحمومة التي سبق أن حذر منها وزير الطاقة السعودي في أكثر من لقاء حيث تضر بالأسعار، كما صرح بأن أعضاء "أوبك+" يعملون كبنوك مركزية ناضجة لأسواق النفط، ما يعني أن المجموعة ستراقب السوق باستمرار، ولن تتوانى في تقديم ما يلزم من قرارات من شأنها دعم استقرار السوق النفطية، ما يعود بالنفع على المنتجين والمستوردين على حد سواء.

من جهة أخرى، تتابع المنظمة مدى تعافي الطلب على النفط من قبل الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط، حيث تأثر الاقتصاد الصيني منذ جائحة كورونا، ويواجه حتى الآن بعض العقبات في النمو، ومن غير المؤكد حتى اليوم مدى تعافيه التام، ولا سيما في وقت يمر فيه العالم بأزمات سياسية من جراء الحرب الروسية الأوكرانية، ومشكلات اقتصادية أخرى يعانيها القطاع المالي في الولايات المتحدة، كانت لها تبعات سلبية لم تنطفئ نيرانها حتى اللحظة، حيث ما زالت تبعات رفع "الفيدرالي" للفائدة، وتشديد الائتمان، تلقي بظلالها على القطاع المصرفي والمالي منذ انهيار ثلاثة بنوك أمريكية.

من جانب آخر، من الناحية الفنية عند النظر إلى الرسم البياني "التشارت" لأسعار خام برنت، ورغم ارتداده الأخير بعد قرارات مجموعة "أوبك+" إلا أنه ارتطم بمتوسط 50 يوما ولم يستطع اختراقه لأعلى، رغم كل القرارات الإيجابية التي تصب في مصلحته، كما أن خام برنت ما زال يسير باتجاه هابط منذ قمته عند 138 دولارا التي وصل إليها مطلع آذار (مارس) من العام الماضي، وتشكل حاليا منطقة 79 دولارا مقاومة متوسط 50 يوما، تليها منطقة 81، بينما يعد تجاوز 87 دولارا تحررا من الاتجاه الهابط، ويفتح المجال لتحقيق أسعار ربما تلامس الـ100 دولار. من الواضح أن ذلك سيكون مرهونا بمدى تعافي الاقتصاد الصيني، وتحسن طلبه على النفط، يلي ذلك مدى استطاعة اقتصاد الولايات المتحدة الابتعاد عن شبح الركود، حيث تعد الصين والولايات المتحدة من أكبر المستوردين والمستهلكين للنفط على مستوى العالم، وأي ضرر أو تراجع في اقتصادهما يؤثر سلبا في مستويات الطلب منهما، لكن بقاء خام برنت فوق مستويات الـ70 دولارا ربما يعد مقياسا لبقاء الطلب عند مستوى مقبول.

 

 

 

نقلا عن الاقتصادية