افتتحت السوق السعودية أولى جلساتها بعد إجازة عيد الفطر المبارك على ارتفاع بأكثر من 100 نقطة، واقتربت من المستهدف الذي تحدثنا عنه في مقالنا السابق عند 11300، كما ارتفعت قيمة التداول في أول جلسة للسوق فوق مستويات ستة مليارات ريال. وجاء الارتفاع بدعم من معظم الأسهم القيادية، على رأسها سهم "أرامكو"، الذي واصل ارتفاعه إلى 36 ريالا، المستهدف الذي حددناه سابقا، ويمهد الطريق لمنطقة 37 ريالا. كما شارك معظم الأسهم في دعم السوق، حيث أغلقت أسهم 148 شركة في المنطقة الخضراء، كذلك شهدت السوق صفقات خاصة بنحو نصف مليار ريال على أسهم: "سابك" و"الراجحي" و"أرامكو". وتعد الصفقات الخاصة أوامر يتم تنفيذها بين البائعين والمشترين على شركات بأسعار محددة متفق عليها حسب الأنظمة التي أقرتها هيئة السوق المالية.
استمرار ارتفاع السوق مع ارتفاع السيولة يعكس مدى عودة شهية المخاطرة، ويعزز الثقة لدى عموم المتداولين، ما زالت السوق تتلقى الدعم بمشاركة الأسهم القيادية حتى الآن. وللمحافظة على استمرار هذا الصعود والارتفاع الذي تشهده السوق منذ أكثر من شهر، لا بد من التأكيد على أن منطقة 10800 تعد الدعم الأهم لاستمرار الزخم الصاعد، وأي كسر لهذه المنطقة بسيولة عالية أو إغلاق يومين قد تكون إشارة سلبية.
من جهة أخرى، لا تزال أسعار النفط تحت الضغط مع استمرار المخاوف من تراجع النمو العالمي لهذا العام، وخشية الدخول في حالة من الركود، ما يضعف الطلب على النفط، حيث تراجعت أسعار نفط برنت نحو 10 في المائة نزولا من 87 إلى 80 دولارا للبرميل، ولا تزال الأسعار في مسار هابط طالما تتداول أقل من 88 دولارا، خاصة مع استمرار تشديد البنوك المركزية، وارتفاع نسب الفائدة التي قد يرفعها "الفيدرالي" أيضا بمقدار ربع نقطة في اجتماعه الشهر المقبل. كما جاءت بيانات ثقة المستهلك الأمريكي هذا الأسبوع بأسوأ من التوقعات، حيث كانت عند 101 نقطة، بينما كان يشير معظم التوقعات إلى تسجيلها 104. وهو ما يؤثر في الأسواق المالية، حيث يمثل الإنفاق الاستهلاكي ثلثي النشاط الاقتصادي، وبالتالي فتراجع ثقة المستهلك يعني ضعف القوة الشرائية، ما يؤثر سلبا في أرباح الشركات.
لكن قد يتلقى النفط بعض الدعم مطلع الشهر المقبل مع بدء تخفيضات الإنتاج التي أقرتها "أوبك" وحلفاؤها مع روسيا والدول المصدرة، لكن استمرار هذا الدعم مرهون بمدى استطاعة الدول الكبرى، كالولايات المتحدة والصين، الابتعاد عن شبح الركود وتحسن الطلب، نتيجة رفع أسعار الفائدة التي تنخر سلبا في أرباح الشركات.
على الجانب الآخر، يتابع المستثمرون في السوق السعودية نتائج إعلانات الشركات للربع الأول من العام الجاري بحذر، فإذا جاءت الإعلانات أفضل من التوقعات، فهذا يعزز من استمرار السوق في ارتدادها الذي شهدته منذ أكثر من شهر، حيث ارتفعت من منطقة 9900 نحو 1300 نقطة حتى الآن متجاوزة حاجز 11 ألف نقطة. أما في حال جاءت إعلانات الشركات، خاصة القيادية والمؤثرة منها، بأقل من التوقعات، فهذا سيدفع المؤشر العام إلى اختبار منطقة الدعم التي ذكرناها عند 10800، والمحافظة عليها ستكون بناء على ما يصدر من إعلانات، لذلك سيكون استمرار الزخم الصاعد مشروطا بالمحافظة على الدعم، والله أعلم بالصواب.
نقلا عن الاقتصادية