في أحاديث سابقة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أوضح بشكل جلي الرغبة في الوصول بشركاتنا السعودية إلى صفوف متقدمة عالمياً، وأوضح أن لا شيء يمنع من ذلك، فلدينا العقول البشرية، ولدينا الممكنات للوصول بشركاتنا السعودية إلى مراكز متقدمة عالمياً، وأعتقد أنه للوصول لهذا الهدف أُنشئ برنامج «شريك» بهدف تحفيز الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية لزيادة استثماراتها، ما يعني زيادة فرص خلق الوظائف، وتقليل الاستيراد، وزيادة حجم الصادرات، بالإضافة إلى الفرص الوظيفية غير المباشرة التي تخلقها مثل هذه المشروعات، ما يعني تحريك عجلة الاقتصاد التي يستفيد منها كثيرون، سواء كانوا مقاولين أو موردين أو مقدمي خدمة.
برنامج «شريك» قام على ثلاثة مقومات أساسية، هي: الهبة، والقروض ميسرة الفائدة، والضمانات، والأهم من ذلك أنه أوجد حلقة وصل بين المستثمرين ومسؤولي الحكومة من خلال الوزراء الذين هم في الواقع أعضاء اللجنة الاستراتيجية في «شريك»، بحيث يذلل كل وزير العقبات التي تعترض المستثمرين؛ ونقصد بهم الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، بعد أن كان هناك بُعد نسبي عن مشكلات المستثمرين على كل المستويات، بدءاً من التراخيص، وانتهاءً بإيجاد بنية تحتية توصل منتجهم للأسواق، سواء كانت هذه الأسواق محلية أو إقليمية أو عالمية، برنامج «شريك» سيسرِّع نمو الشركات السعودية، وسيوطِّن المعرفة، وسيجلب شريكاً أجنبياً، سواء كان مباشرة أو عن طريق وزارة الاستثمار.
القيادة السعودية حددت الهدف بوضوح لاستثمار 5 تريليونات ريال حتى عام 2030 لغرض زيادة الناتج المحلي، والأمل معقود على الرئيس التنفيذي المؤهل والنشط معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الرحمن العريفي، ببلوغ هذا الهدف، الذي أعتقد أننا سنصله قبل عام ثلاثين، وذلك من خلال قراءتي للمشهد، فمن خلال 8 شركات سعودية، وعبر 12 مشروعاً تم استثمار 192 ملياراً عبر برنامج «شريك»، وهذه بداية، وكل ما أرجوه من معاليه أن تتم مراجعة القواعد الحاكمة لتقديم الحوافز دورياً لتتوافق مع قواعد السوق المتغيرة بشكل مستمر.
والأهم من ذلك المسارعة بتذليل كل الصعوبات التي تواجه كل مستثمر عبر الوزير المختص، سواء كانت هذه المشكلات تتمثل في الطاقة أو غيرها، وللأسف بعض هذه المشكلات التي تعترض المستثمرين بسيطة وحلها أبسط، بل يمكن حلها بجرة قلم، كما يقول المتفائلون، فنحن كلما أزلنا العقبات أمام المستثمر رفعنا حجم الاستثمارات في بلادنا، لذلك يجب أن تتضافر الجهود والتعاون بين المستثمر والمسؤول الحكومي لنصل لمستهدفات الرؤية. ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط