توحدت مشاعر سكان العالم حول مأساة الزلزال الذي ضرب مناطق في تركيا وسورية، وذهب ضحيته آلاف البشر رحمهم الله، فالعواطف الإنسانية تبرز بصورتها النقية في مثل هذه المواقف، متخطية الحواجز العرقية والدينية والسياسية والجغرافية!
في مثل هذه الأحداث المأساوية تختفي الفوارق ويتذكر الناس أنهم من نفس النوع، لكن ذاكرة البشر قصيرة وسرعان ما يستعيدون فوارق الجغرافيا والعرق والدين والسياسة، تتلاشى العواطف بنفس سرعة تكونها، وتعود مشاعر الاختلاف بنفس سرعة ذهابها!
غالباً يتهم السياسيون بأنهم يقومون بمهمة تشكيل الوعي المجتمعي في صناعة الحدود والفواصل الجغرافية والعرقية، وتتجذر هذه الحدود مع الزمن لتصبح أسواراً عالية، ولعل الإنسان بطبيعته يميل للانصهار مع هذه الفواصل، فنجده يصنعها مع المكونات الإنسانية الأخرى على الدولة والمنطقة والمدينة والقرية والحي وحتى العشيرة التي ينتمي إليها، فهي فواصل ممتدة بكل الاتجاهات تصنع التقاطعات وتؤسس الفروقات!
في الحقيقة لا يحتاج الإنسان إلى الكوارث والمآسي البشرية كي يتذكر أن كل البشر ينتمون لأصل واحد، هو يحتاج وحسب أن يتواضع قليلاً لقبول الآخرين، وأن يزيل الحواجز التي يبنيها داخله قبل أن يصنعها زعماء السياسة أو قادة الحروب أو رجال الدين!
نقلا عن عكاظ