هل سنشهد ولادة شركات سياحة من نوع آخر؟!!

14/03/2010 4
مهند عنبرة

منذ الأزل، كانت الرحلة السياحية تنحصر على أعداد قليلة من الأثرياء، لكنها تطورت لتصبح شبه عادة شعبية، حسب الأماكن والمناطق المراد زيارتها، وفي الآونة الأخيرة برزت سياحة جديدة تعيدنا لاحتكار الأثرياء بل أثرى الأثرياء للسياحة، وهي سياحة الفضاء.

حيث شهد العالم مؤخراً قيام البعض بسياحة فضائية، ورغبة آخرين بتجربتها، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة "فيرجن جالاكتيك" أنها تهدف إلى إطلاق رحلات تجريبية إلى الفضاء عام 2011 وأنها لا تحتاج إلى تمويل إضافي بعد أن باعت حصة من أسهمها لشركة آبار في أبو ظبي العام الماضي.

وكشفت "فيرجن جالاكتيك" التابعة لشركة "فيرجن اتلانتيك ايرويز" المملوكة للملياردير "ريتشارد برانسون" في ديسمبر كانون الأول 2009 عن أول سفينة فضاء تجارية للركاب والتي اعتبرت مجازفة مكلفة لاستحداث صناعة سياحة تجارية للفضاء.

وأعلنت أنها تأمل أن تنقل سفينة الفضاء 2 المجنحة التي يقارب حجمها حجم عربة الفان الصغيرة، السياح إلى منطقة تنعدم فيها الجاذبية الأرضية خلال عامين أو ثلاثة، وأن ميناء الفضاء سيفتتح العام القادم كما تأمل أن تجرب إرسال رحلات للفضاء قريباً.

ويقدر عدد الأشخاص الذين يتطلعون لأن يصبحوا روادا للفضاء بـ 330 شخصاً، أودعوا نحو 45 مليون دولار مقابل الرحلة التي ستتكلف 200 ألف دولار، ومن بينهم 20 من دول الخليج العربية، بالإضافة إلى 100 ألف أبدوا اهتماما برحلات الفضاء، وسيكون التحدي الأكبر هو الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لبدء الرحلات.

وتبلغ ميزانية المشروع 450 مليون دولار ويشمل تصنيع ست سفن فضاء تجارية تنقل الركاب إلى منطقة تنعدم فيها الجاذبية الأرضية ويرون منها استدارة الكرة الأرضية.

وبذلك تكون هذه السياحة المولودة حديثاً من أضخم أنواع السياحة العالمية، وتعطي حافزاً بغموضها وحب تجربتها و استكشافها ليس فقط للراغبين بأن يصبحوا رواداً للفضاء وإنما للشركات وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة أيضاً ليتنافسوا على ريادة الاستثمار في هذا القطاع مما سيؤدي إلى ولادة شركات سياحية من نوع آخر..

وأود الإشارة إلى أن شركة آبار التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها اشترت حصة 32% من أسهم "جالاكتيك" بمبلغ 280 مليون دولار في إطار سعي الإمارة لتنويع اقتصادها إلى جانب النفط.

كما ضمنت حق استضافة رحلات فضاء سياحية ورحلات للأبحاث العلمية وكشفت عن عزمها بناء ميناء للفضاء في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.

لتكون بذلك دولة الإمارات العربية السباقة في هذا المجال عربياً وإقليمياً.