فشلت تماماً في إقناع صديق يرأس إحدى الهيئات بالظهور في حوار تلفزيوني، رغم أنه من المشهود لهم بالنجاح، وتنال إنجازات الهيئة التي يرأسها رضا واسعا في المجتمع، فهو يرى أن الإعلام محرقة للإنجازات ومصيدة للزلات، والنجاح يتحدث عن نفسه !
طبعاً لم أوافقه على مبررات اعتذاره، فالإعلام مرآة للعمل، ونافذة لتعريف المجتمع بالأعمال، وعندما يخرج المسؤول ليتحدث للعامة عبر وسائل الإعلام فهو لا يمثل شخصه بقدر ما يمثل المسؤولية التي يتولاها !
وبرأيي أن الظهور الإعلامي لتناول العمل العام ليس خياراً شخصياً، بل هو من واجبات ومسؤوليات الوظيفة، والحالة الوحيدة التي يمكن فيها للمسؤول أن يرفض الظهور الإعلامي هو عندما توجه له الدعوة لحوار شخصي يتعلق بحياته وتجربته الشخصية لا عمله!
في المقابل نجد مسؤولين يتهافتون على الإعلام ويبحثون عن الأضواء حتى لو كانت تسلط على الفشل، فالبعض يظن أن وظيفة الإعلام تجميل القبيح وتزوير الواقع، والتأثير على الرأي العام لخلق صورة غير حقيقية لعمل فاشل أو متعثر أو قاصر !
وفي ظل هذه المعادلة الدقيقة يبرز دور الإعلامي في اختيار ضيوف حواراته أو محتوى موضوعاته وتبرز مهنيته، فلا يتحول إلى وسيلة للتلميع أو التزييف، ولا يكون أداة للاستهداف و الابتزاز والتشويه، فالمبدأ الأساس في العمل الإعلامي هو أن يكون مرآة الحقيقة !
باختصار.. تواصل المسؤول مع المجتمع لا يتعلق بنجاح أو فشل أو رغبة شخصية، بل بمسؤولية عامة تجاه مجتمع هو المستفيد والرقيب !
نقلا عن عكاظ
صاحبك على حق ورحم الل امرئ عرف قدر نفسه فهم يعرف عمله جيدا ويعرف تقصيره فان اعترف بالتقصير جنى على نفسه وان كذب جنى اكثر