ماراثون المشروعات النوعية التي يطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يتوقف عند حد، فمسافاته مفتوحة، ومفاجآته الجميلة مستمرة، وبشائر مشروعاته الإستراتيجية تعانق المدن، والمحافظات. مشروعات إستراتيجية تهدف لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة في جميع مناطق المملكة. لا تستأثر بقطاع محدد، بل تتوزع على القطاعات التنموية والاقتصادية المختلفة لتشكل فيما بينها منظومة مشروعات متكاملة، هدفها النهوض بالمملكة، وتعزيز اقتصادها، وتحقيق رفاهية مواطنيها.
المتمعن في مضامين الإستراتيجيات التنموية المرتبطة برؤية 2030، يجد فيها التركيز على استثمار المقومات المتاحة في كل منطقة، وجعلها محور التنمية، إضافة إلى تحقيقها مبدأ التنمية المتوازنة في جميع مناطق المملكة، وتركيزها على البُعد الاقتصادي الذي ينعكس مباشرة على التنمية، والاقتصاد الكلي، والقطاع الخاص والمواطنين، ويزيد من تنافسية المدن والمناطق وبالتالي تنافسية المملكة على المستوى الدولي.
تطوير البنى التحتية؛ واستكمال مشروعاتها، وتطوير مراكزها الحضرية، وتحويلها إلى منطقة جذب استثماري داعمة لمجتمع الأعمال، ومحور للتنمية، من الركائز الرئيسة التي اعتمدها سمو ولي العهد في إستراتيجيته التنموية الشاملة المنبثقة عن رؤية 2030 .
إطلاق شركة «داون تاون السعودية»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تهدف لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات جاذبة في 12 مدينة تحتضنها 11 منطقة من مناطق المملكة المختلفة، هو جزء لا يتجزأ من إستراتيجية التنمية الشاملة والمتوازنة، ومشروعاتها النوعية الهادفة لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتحسين جودة الحيَّة، وتحقيق رفاهية المواطنين، وخلق فرص وظيفية واستثمارية، وتعزيز المميزات التنافسية لمدن المملكة ورفع جاذبيتها للمستثمرين، والسائحين والباحثين عن السكن الآمن والبيئة المتميزة. ستسهم الشركة في تطوير البنية التحتية للمدن المستهدفة، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين، وخلق فرص استثمارية جديدة في قطاعات الأعمال والسياحة والترفيه والإسكان والتسوق والمعارض والمؤتمرات. أكثر من 10 ملايين متر مربع سيتم تطويرها، تطويراً شمولياً لخلق وجهات ومراكز حضرية متعددة الأغراض والاستخدامات، وفق أحدث المعايير العالمية، والطابع الحديث والمُستمد من روح مناطق المملكة وثقافتها، ونسيجها العمراني المحلي.
تطوير مراكز حضرية شاملة سيعزِّز من اقتصاديات المدن، ويرفع من جودتها، ويجعلها جزءاً من منظومة التطوير الشامل للمدن السعودية، حيث التنوع التنموي، الذي يشمل إنشاء المدن الحديثة والذكية من الصفر، وتطوير المدن الرئيسة لتكون ضمن أفضل المدن عالمياً، والعمل على تطوير المدن الأخرى دعماً لمجتمعها المحلي، ولتحسين جودة الحياة لساكنيها وتوفير فرص استثمارية ووظيفية لرفع تنافسيتها وتعزيز اقتصادياتها والحركة التجارية فيها، وجعلها أكثر جاذبية لتدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية والشراكات الإستراتيجية. تناغم تنموي اقتصادي يتم رسمه وفق رؤية تنموية واضحة الأهداف ومحددة المعالم.
من المهم الإشارة إلى انعكاس تلك المشروعات على القطاع غير النفطي، المُستهدف بتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ومساهمتها في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبخاصة هدف تنويع مصادر الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، إضافة إلى الدور المهم الذي يقوم به صندوق الاستثمارات العامة لتحقيق أهداف الرؤية الاستثمارية والتنموية والاقتصادية في آن.
أختم بالتأكيد على أهمية الشراكة بين شركة داون تاون السعودية، والجهات الخدمية في جميع مدن المملكة لتحقيق التكامل الخدمي وتسريع عمليات التطوير، واعتماد فلسفة المحاكاة في المدن والمحافظات الأخرى التي لم تحظ بمشروعات الشركة. فوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ممثلةً في الأمانات والبلديات مطالبة بمحاكاة مشروعات شركة داون تاون والعمل على إحداث تحول تنموي اقتصادي في المدن الأخرى، وهو دور أصيل يجب القيام به، وعدم الاكتفاء بمشروعات التطوير الكبرى التي يقوم بها صندوق الاستثمارات العامة وشركاته المختلفة وفي مقدمها، شركة داون تاون السعودية.
نقلا عن الجزيرة