في محطته الثانية بعد مدينة جدة، احتضنت المنطقة الشرقية، معرض «نيوم» لتصاميم مدينة المستقبل «ذا لاين»، والذي دشنه سمو نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان. يتضمن المعرض تصاميم تفصيلية وعروضًا معمارية وهندسية لمدينة (ذا لاين)، المدينة العالمية الأولى التي تبنى من الصفر من حيث المنظومة الذكية، والتصميم العام، المحقق لمتطلبات البيئة المثالية لجودة الحياة والمعززة لصحة الإنسان ورفاهيته.
الأمير أحمد بن سلمان أكد خلال تدشينه المعرض على النقلة النوعية الكبرى التي سيُحققها مشروع مدينة المُستقبل (ذا لاين) في مفهوم التنمية الحضرية المُستدامة، والنهج الجديد في تصميم المدن والحضارة بعد اكتماله بإذن الله. وأحسب أن نموذج ذالاين الفريد سيكون مصدراً لإلهام المبدعين والمبتكرين، وقطاع الأعمال والإنشاءات والمهتمين بالتنمية المستدامة.
مشروع نيوم، ومدينة ذالاين، من المشروعات الكبرى التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضمن حزمة مشروعات وبرامج انبثقت عن رؤية المملكة 2030، وبالرغم من أهميتها الاقتصادية والتنموية والبيئية، ومحاكاتها المستقبل، إلا أنها في حاجة دائمة لمنظومة تواصل كفؤة تربطها بالمجتمع وعموم المواطنين، والمستثمرين والمهتمين بصناعة المستقبل. فما تقدمه المملكة اليوم من مشروعات كبرى يصنف ضمن الثورة التنموية الحديثة، خاصة وأن بعض مشروعاتها، ومنها مدينة ذالاين، تتميز بأسبقيتها العالمية، وتصاميمها الفريدة، وتحقيقها الاستدامة، واعتمادها المنظومة الذكية الشاملة.
إقامة معرض نيوم لتصاميم مدينة ذا لاين في مناطق المملكة سيسهم في ربط المشروع بالمجتمع، ورفع الوعي به، وبمكوناته، وأهميته الاقتصادية، وسيسهم في تعزيز المعرفة، وإطلاع المستثمرين على تفاصيل المشروع والفرص المتاحة لهم. بل ربما ساهم المعرض اليوم في تحديد مسارات التعليم للطلاب والطالبات، والتوجهات الاستثمارية للمستثمرين، وبما يتوافق مع الفرص الكبرى التي يتيحها المشروع.
تعزيز الثقة بالمشروعات الوطنية يجب أن يكون من الأولويات، خاصة مع حملات التشكيك المستمرة التي تتبناها جهات معادية للمملكة. إطلاع المواطنين على مضامين التحول الاقتصادي والتنموي، وبرامج الرؤية، ومشروعاتها الكبرى، من خلال رحلة استكشافية لها، يمكن أن يحصنهم من حملات التشكيك ويعزز ثقتهم بقدرة وطنهم على تنفيذ المشروعات الكبرى المحققة للتنمية والتنوع الاقتصادي، و منافسة الدول المتقدمة، وتحقيق الرفاهية وجودة الحياة المستقبلية لهم وللأجيال القادمة. فما تشهده المملكة من تنمية حضرية حديثة، وتحول اقتصادي يعتمد التنوع قاعدة له، يستحق أن يصل بتفاصيله الدقيقة للمواطنين، وأن يجعلهم جزءًا لا يتجزأ منه، فهم المستهدفون بالتنمية، والمستفيدون من مخرجاتها. الانفتاح الإعلامي، وتعزيز المعرفة بتفاصيل المشروعات الوطنية فلسفة تبنتها الحكومة، ويتبناها سمو ولي العهد في لقاءاته المستمرة مع الإعلاميين والمستثمرين والمهتمين بالتنمية. شفافية مطلقة تعزز الموثوقية، والالتزام الحكومي، والإصرار بتنفيذ الخطط الإستراتيجية، وتحقيق مستهدفات الرؤية، وتربط المستثمرين، حول العالم، بها.
الأمير أحمد بن سلمان، أشار إلى أن «إعلان سمو ولي العهد عن تصاميم ذالاين مؤخراً يأتي تأكيدًا على أن هذا المشروع يسير وفق خطة تنفيذ واضحة ستتوج بحول الله بالنجاح في إبهار العالم بقدرة السعوديين على التجديد والابتكار» ، وهو أمر واقع ولا شك، فالمتابع لإطلاق المشروعات الكبرى، بما فيها ذالاين، يجد أنها تمر بمراحل منضبطة، ووفق جدول زمني محدد سلفًا، ما يؤكد الالتزام التام بتنفيذها، بغض النظر عن الظروف المحيطة. ولعل تداعيات جائحة كورونا على الإيرادات الحكومية خير شاهد على استمرارية تنفيذ تلك المشروعات بمعزل عن المتغيرات المحيطة.
معرض «نيوم» لتصاميم مدينة المستقبل «ذا لاين»، سيتحول إلى مركز لنشر المعرفة الشاملة، والبصرية على وجه الخصوص، فتجربة المرور في أجنحة المعرض تقود الزائرين إلى جولة افتراضية في تفاصيل المشروع الدقيقة، وتجعلهم أكثر إطلاعًا على أحد أهم مشروعات رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتزم بإنجازها ومتابعة مراحل تنفيذها، واستكمال الإصلاحات الاقتصادية والتنموية والمجتمعية التي ستنعكس إيجابًا على الداخل، وستخلق قوة دعم كبرى في مواجهة التحديات المختلفة، بتوفيق الله.
نقلا عن الجزيرة