سأدخل مباشرة في النصيحة ولن أبدأ بمقدمات «أنصح كل شاب أن يشتري مأوى»، وقُلت مأوى ولم أقل سكناً، لأن السكن الأول الذي يشتريه الشاب هو مأوى له ولأسرته بغض النظر عن نوعه، فالمقتدر يشتري قصراً أو فيلا، ومتوسط الحال يشتري شقة، والأقل حالاً يشتري شقة صغيرة.
وبإمكان الشباب الذين يحصلون على وظيفة أن يسعوا في الحصول على سكن عبر قروض الصناديق الحكومية أو عبر قروض البنوك التجارية مع دعم العائلة إن وجد. لعل القارئ يتساءل عن السبب الذي جعلني أُقدم هذه النصيحة؟
السبب الذي جعلني أُقدم هذه النصيحة هو ما يروَّج له عن توقع هبوط العقارات في السعودية ولا أعرف ما الذي جعل هؤلاء يتوقعون هبوط العقار؟!! أو ما هي العوامل التي جعلتهم يتوقعون ذلك؟ لأنني شخصياً أتوقع ارتفاعاً جنونياً للعقارات في السعودية قد يكون أشدها وضوحاً ارتفاع عقارات العاصمة السعودية الرياض.
وأنا وإن كنت أتمنى هبوط أسعار العقارات في السعودية لتكون في متناول المستهلك النهائي، فإنني لا أرى ما يلوح في الأفق ما يشير لذلك، وذلك لعدة أسباب أهمها في نظري ما أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن التخطيط للوصول بسكان مدينة الرياض إلى 20 مليون نسمة بحلول عام 2030 هذا أولاً.
ثانياً، التخطيط للوصول بتعداد سكان السعودية إلى 60 مليون ساكن في ذات العام، فإذا وصلنا لهذا العدد فإن العقار سيرتفع بلا جدال فهؤلاء يحتاجون لمساكن، ويحتاجون أيضاً لخدمات مساندة ستكون على الأرض وليست في المريخ، مثل: المدارس، المستشفيات، ومقدمي الخدمات الأخرى من طعام وشراب، وغيره من الخدمات، وهذا سيرفع أسعار العقار.
ثالثاً، الإيقافات التي تتم في السعودية التي تتم على العقارات سواء كانت بسبب كود البناء أو لأسباب تنظيمية.
رابعاً، الإزالات المتوقعة سواء كانت بسبب وقوع هذه العقارات في منطقة مشاريع محتملة أو بسبب أنها عشوائية، وهو ما يزيد الطلب على العقار ويرفع سعره.
على كل حال هبوط أسعار السلع أياً كانت لا يُبنى على الأماني، وإنما يُبنى على العوامل التي من خلالها نؤسس للتوقعات، ولعل ما ذكرته من عوامل يقنع بعض الشباب في الحرص والاستعجال في الحصول على مأوى، وأن يستفيدوا من نصيحتي المجانية بدلاً من التباطؤ في اتخاذ القرار لتصبح الأسعار الحالية شيئاً من الماضي، ونتمنى لو استعجلنا في اتخاذ القرار لكي لا نندم على تباطؤنا في اتخاذه. ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط