خذوا أرباحًا على أموالكم

16/06/2022 11
عبدالله الجعيثن

إدارة السيولة لدى الأفراد في مجتمعنا لاتزال قاصرة في معظم الأحوال ، فلا يستفيد أكثرهم من أموالهم الجارية ، بسبب الخوف من الوقوع في الربا ، وهو سبب مشروع قطعًا ، ولكن يوجد بدائل إسلامية لجني الأرباح من الأموال الجارية ، بصيغة المرابحة التي أجازتها اللجان الشرعية الموجودة في كل بنوكنا التقليدية ، وفي التي تسمي نفسها إسلامية ، ولدى كل المصارف (صناديق متاجرة) مجازة من اللجان الشرعية ، وهي صناديق شبه سائلة تقريبًا ، إذ بإمكان المودعين سحب القليل أو الكثير من فلوسهم خلال ثلاثة أيام ، مع الحصول على أرباح خلال الفترات التي تظل فيها الأموال في تلك الصناديق ، كما يوجد صيغ مجازة من كثير من اللجان الشرعية للحصول على مرابحات أسبوعية أو شهرية أو سنة ، ولكن البنوك لا تفصح عن ذلك إلا حين الطلب والإلحاح وتخيير البنك بين الحصول على عائد مجاز من اللجان الشرعية أو الانتقال لبنك آخر يقدم ذلك المنتج المربح لأصحاب الودائع ، البنوك لدينا مسرورة جدًا لعدم الوعي بذلك لدى معظم أصحاب الحسابات الجارية التي تفوق ألف مليار! تحصل البنوك وملاكها القليون على مكاسبها كاملة ويُحرم أصحابها من هللة ربح واحدة!

رجال المصارف صامتون مثل [أبو الهول] شعارهم [إن كان الكلام من فضة فالصمت من ألماس] لأن الصمت يجعلهم يربحون مليارت من ودائع الناس ! ودائع مجانية!فلوس بلاش!نسبتها العالية لاتوجد في أي بلد آخر على وجه الأرض!ومع ذلك فإن المسؤولية الاجتماعية لاتزال قليلة هزيلة لدى بنوكنا التي تربح القناطير المقنطرة بسبب ضعف الوعي لدى المودعين وليس بسبب حسن إداراتها ، كما أن الأرباح الهائلة لبنوكنا يعود الجزء الأعظم منها لعوائل محدودة هم الملاك الكبار لأسهم تلك البنوك ، وهؤلاء الملاك أثرياء أصلًا وتزيدهم الودائع الجارية الهائلة ثراء على ثراء ، مما يُضعف تدوير الثروة ويجعلها دُولة بين الأغنياء ، وبالتالي يسهم في إضعاف نمو الناتج الوطني وإنفاق المستهلكين والرفاه الاجتماعي وجودة الحياة..

اطلبوا مرابحات على حساباتكم الجارية فأنتم أحق بها وأولى وأحوج ، ولا تحقروا ودائعكم مهما قلّت أو قلّ عائدها ، فالقليل مع الزمن كثير ، قطرة قطرة وتمتلئ الساقية ، خاصة أن الفوائد والعوائد على الأموال الجارية مرشحة للتصاعد في كل أنحاء العالم ، وقت الكتابة رفع الفدرالي الأمريكي الفائدة 75 نقطة ، وتوقع مواصلة رفعها لمواجهة وحوش التضخم التي تقرض الودائع الجارية قرض الفئران للبسكويت..

وسوف تظل البنوك تربح المليارات حتى مع استفادة المودعين ، تربح من هامش الإقرض المرتفع ، كما حال البنوك في كل أنحاء العالم..

ينبغي على بنوكنا أن توعي الناس بكل الفرص المتاحة ، أن تأخذ وتعطي ولا تكتفي بالأخذ فقط..إنك لو تركت أموالك جارية لدى البنك سنوات طويلة يربح منها كل يوم ثم طلبت من هذا البنك ألف ريال فقط ولمدة يوم لطالبك بفائدة! أليس ذلك استغلالًا من طرف واحد يستغل فيه ، وهو المُتخم بالنقود ، أصحاب الدخل المتوسط و المحدود ؟!

كما أن المملكة العربية السعودية بحاجة لتأسيس بنوك جديدة يتم طرحها للاكتتاب العام ، ويتم تأسيسها بواسطة صناديق الدولة الكبيرة:الاستثمارات والتأمينات والصنادق الأخرى..

اقتصاد المملكة ضخم جدًا ، حيوي، واسع الاستيعاب ، وبنوكها أقل من أصابع اليدين..لا نسبة ولا تناسب..ولا مساحة كافية لحرص بنوكنا القليلة على الإبداع والتنافس..

إدمان الحصول على الأموال السهلة يجعل البنوك تترهل وتسترخي وتتكاسل عن ابتكار منتجات جديدة واستثمارت تجلب العملات الصعبة من الخارج إلى داخل الوطن …، للكسب السهل مخاطر اجتماعية وإدارية لأنه يعوِّد على الاستهانة والتواكل..

 

 

خاص_الفابيتا