أقدم وأهم قانون بحري يقول: (إذا هبت العاصفة فالجأ إلى أقرب ميناء) فلو كان القبطان يريد مدينة (جدة) مثلًا، وهبت عاصفة خطيرة هوجاء، فيجب عليه الاتجاه إلى أقرب ميناء وإن كان لا يزيد قربه عن مقصده، جدة، إلا بمسافة قصيرة..
هذا القانون مفيد في أسواق الأسهم والعقار، إذا بانت بوادر الفقاعات (ولعلها الآن بدأت تتشكل في العقار بالذات) فحين تهب عواصف حقيقية يلجأ العقلاء إلى السيولة، بعد الله جل وعلا ، بشرط أن تكون العواصف الاقتصادية قوية وتُنذر باستمرار، وذات تأثير جوهري ، لا مجرد رياح عابرة..
وأصحاب الخبرة الطويلة والوعي الاقتصاي الجيد يميزون ، قبل غيرهم ، نوع العواصف القادمة أو القائمة، ومن يشعر بها قبل القدوم أقوى وعياً وخبرة ، وأكثر علمًا وتجربة ، لذلك قالوا (الخبير أعرف من الساحر) والواقع أن الساحر دجال لا يعرف شيئًا ، أما الخبير فمصدر معرفته هو تجاربه الطويلة، فمن قطع طريقًا طويلًا مرات عديدة يستطيع تنبيهك بمخاطر ذلك الطريق ، وما له من محاسن ومساوئ.
إنّ أسواق الأسهم بخلاف العقار، من أفضل وسائل الاستثمار وأسهلها في الدخول والخروج ، في الوقت المناسب لكل حالة، ولكنها رغم سهولتها وحلاوة مكاسبها عالية المخاطر شديدة الحساسية لأي أخبار وأحداث قادمة ، إيجابية كانت أو سلبية ، وبالتالي فإن المتابعة الجيدة للأحداث والقدرة على استقراء المستقبل قدر الإمكان ، والاحتفاظ بسيولة جيدة ، صفات تجعل صاحبها على أهبة الاستعداد لمزيد من الدخول في السوق أو الخروج منه في التوقيت المناسب ، (التوقيت ) هو تقريباً كل شيء ، بعد توفيق الله عز وجل.
نقلا عن الرياض