تمتاز الأسواق المالية بحركاتها الصاعدة والهابطة وسلوكها لعدة اتجاهات بين حين وآخر، ولكل سوق منها موجات صاعدة وهابطة سواء كانت تلك سوق أسهم أو عملة، بل حتى أسواق السلع المتداولة، كالمعادن النفيسة مثل الذهب والفضة أو النفط والقمح وغير ذلك، هذه التقلبات في الحركة تعد ميزة لتلك الأسواق، حيث يحقق من خلالها المستثمرون أرباحا متفاوتة حسب خبرتهم، وطبيعة كل سوق من تلك الأسواق.
في هذا المقال سأبدأ بذكر بعض الإشارات الفنية التي تنبهنا بحدوث موجة هبوط مقبلة، وكيف يستفيد منها المتداول في أي سوق.
أولى الإشارات الفنية هي تضخم المؤشرات الفنية، خاصة على الفواصل الكبيرة، كالفاصل الأسبوعي، ووصول المؤشرات كمؤشر الآرسي RSI إلى مناطق تشبع شرائية، ما يعطي دلالة على عمليات جني أرباح مقبلة، وثانية هذه الإشارات وجود دايفرجنس "سلبي"، حيث نشاهد ارتفاعا في الأسعار بينما مؤشر الآرسي يهبط، وهاتان الإشارتان تعدان من الإشارات المبكرة إلا أنهما لا تعنيان حدة في الهبوط بقدر ما تعطيان إشارة إلى توخي الحذر.
وهناك إشارات أكثر أهمية وقوة مما سبق، فحتى نصل إلى الحكم بدخول أي سوق أو سهم في عملية تصحيح لا بد من وجود ثلاث إشارات: الأولى منها كسر متوسط 50 يوما على الفاصل اليومي. وثانيتها كسر الاتجاه "الترند" الصاعد. وثالث هذه الإشارات ارتفاع السيولة خلال الأيام الهابطة للسوق أو السهم وضعفها "انخفاضها" أثناء الأيام أو الجلسات التي تشهد ارتدادا لأعلى، وهذه الإشارات الثلاث من أقوى الإشارات الفنية التي يهتم بها المحلل الفني في قراءة الشارت.
ولتطبيق ما سبق، فعلى سبيل المثال، عند النظر إلى إشارات المؤشر العام للسوق السعودية نشاهد أنها كانت في اتجاه صاعد من منطقة 10600 نقطة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وحافظت على هذا الاتجاه لأكثر من خمسة أشهر، لكنها كسرت هذا الاتجاه لأسفل يوم الخميس الماضي عند 13300 نقطة، كما كسرت متوسط 50 يوما عند 13150 نقطة، بعد ذلك هبطت السوق إلى مستويات متدنية مقتربة من منطقة 12500 نقطة.
خلال هذا الهبوط الذي فقدت فيه السوق أكثر من 1300 نقطة، ما يعادل 10 في المائة حتى الآن، كانت الأيام التي تشهد فيها تراجعا تكون بسيولة مرتفعة عنها في أيام الارتداد، فقد هبطت الخميس الماضي بسيولة تزيد على عشرة مليارات ريال، بينما ارتدت يوم الأحد لكن بسيولة أقل من سبعة مليارات، كما واصلت الهبوط يومي الإثنين والثلاثاء بسيولة تزيد على تسعة مليارات، إذن هذه الإشارة الثالثة تؤكد حال الإشارتين قبلها بأن السوق دخلت عمليات تصحيح، حيث أصبحت السيولة تزيد مع الهبوط وتنخفض مع الارتداد!
من جهة أخرى، السوق لا تزال تملك عدة محفزات تطرقنا إليها في مقالات سابقة، وعمليات التصحيح تعد ضرورية، بل طبيعية بعد ارتفاع كبير في الأسعار شمل معظم القطاعات، ومن خلالها تتجدد الفرص وتمنح المستثمرين ثقة أكبر لمواصلة ضخ السيولة وتعزيزها داخل السوق.
وأخيرا، رغم تراجع السوق لكنها لم تشهد عمليات البيوع الكبيرة التي تنتج عن الإحساس بالذعر والهلع، ما يعني تمسك أصحاب المراكز بمراكزهم، والسؤال الذي يتكرر: متى تنتهي عملية التصحيح؟ والإجابة يمكن استخلاصها مما سبق، وهي أن تعود السوق فوق متوسط 50 يوما، وبسيولة أعلى منها أثناء الهبوط، والله أعلم بالصواب.
نقلا عن الاقتصادية
تعجبني تحليلاتك ( العقلانية والمتزنة ) ومقالك اليوم رائع جدا اسأل الله ان ينفع بعلمك ويستفيد منه المتداولون والمهتمون بسوق الأسهم .
السوق ماله راي اموره في يد الراجحي وصندوق الاستثمارات العامه متى ماطرى عليهم ضربوه ولا صعدوبه والمضارب المستثمر رايحين في الرحله