نساء نهى عنهن الحكماء

25/01/2022 1
عبدالله الجعيثن

المرأة الصالحة هي سعادة الدنيا، وهي ألزم للرجل من يديه، فهي التي تصون عرضها وعرضه، وتحفظه في غيابه ومحضره، وهي الجانب الجميل في حياته، حيث تسبغ عليه حبها وحنانها، وتنسيه همومه ومتاعبه، وتحمي ظهره في معركة الحياة، وتربي أولاده خير تربية، وتدير بيته أفضل إدارة، وتدبر أموره المالية بعقل وحكمه، بعيداً عن الإسراف أو التقتير، فهي لا تحمله ما لا يطيق، ولا تطلب منه ما ينهكه ويضعف قدرته المادية، فهو منها وهي منه، وهي تحرص على حفظ ماله، ونموه، وعلى راحة أعصابه، وانشراح نفسه، بحيث يعيش في هذه الحياة سعيداً.. هذا هدف أول لها.. وبحيث يستطيع أن ينجح في عمله ويحسن دخله ودخل أسرته طالما كان مرتاحاً في بيته لا يواجه مشكلات مع زوجته الصالحة بل يواجه حباً صادقاً ومودة عميقة وطاعة طيبة وابتسامات..

ما أروع المرأة الصالحة وما أشد حاجة الرجل لها في كل الأمور..

ويضاد المرأة الصالحة.. المرأة السوء أعاذنا الله منها.. وهي موجودة منذ القدم.. ولا تزال.. كما أن الرجل السيئ جداً موجود منذ القدم. ولا يزال.. ولعلنا نخصص موضوعاً آخر للرجل السيئ وما ورد فيه من أقوال وصفات وأشعار في أدبنا العربي وفي مأثورنا الشعبي.

وكل الأمم تكره المرأة السوء، ولكن العرب بالذات أشد كرهاً ومقتاً لها، وأكثر دقة في رصدها ووضع مواصفاتها، فالعرب أهل بلاغة وكلام، قال أعرابي يحذر ابنه من المرأة السوء، وقد وضع أبشع مواصفاتها في كلامه العجيب:

«إياك وكل امرأة مذكرة منكرة، حديدة العرقوب، بادية الطنبوب، منتفحة الوريد، كلامها وعيد، وصوتها شديد، تدفن الحسنات، وتفشئ السيئات، تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها له رأفة، ولا عليها منه مخافة، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت، إن طلقها كانت حريبته، وإن أمسكها كانت مصيبته.. سفعاء ورهاء، كثيرة الدعاء، قليلة الحياء، تأكل لمّا، وتوسع ذمّا، صخوب غضوب، بذية دنية، ليس تطفأ نارها، ولا يهدأ شجارها، ضيقة الباع، مهتوكة القناع، حبيها مهزول، وبيتها مزبول، إذا حدّثت تشير بالأصابع، وتبكي في المجامع، بادية في حجابها، نباحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد ذل لسانها بالزور، وسال دمعها بالفجور»!!

أعوذ بالله هذه ولا صفات ومواصفات شيطان!

ويقول حميدان الشويعر في وصف النساء السيئات ، بمعنى أن أي صفة مما ذكر تجعل المرأة سيئة في نظره، من قصيدة مشهورة وطويلة لحميدان نذكر منها باختصار بعض الأبيات:

«لا تضم التي ما تعرف السّوى

تجعل الزين شين ولا تستر

يذّن العصر والعيش فوق الرحى

القدر موضح واللبن مخور

لا تضم التي تشتري اللغا

دايم هرجها بالكلام الزري

الى نشدها بعلها بهرج لطيف

طوحت حسها ما ادري ما ادري!

لا تضم التي قد حكي بامها

تحسب العيب باري وهو ما بري

لا تضم التي عينها واذنها

بالمزاغيل الصاير المسفر

ودها كل من مر مع سوقها

من شريف وطريف يقول: أظهري!

لا تضم التي ما تخلي الرفيق

حيثما غاب رجلها فهو يحضر

لا تضم التي ننحزن دونها

دوم نجارها بامرها ينجر

لو تقول: أرفقي يا مره بالحلال

دبري مرزقك ذا السنة واصبري

بان منها من العيب ما تكرهه

وباشرت في حلالك له تبذر

لا تضم التي ما يحجب الحجا

دون حجانها كنها تنظر

يا مطول حجيه عن اللي تويق

تحسب انه إلى ناظرت يستر؟!

يوم تسمع لها رفيق.. تويق

لو تحطه عن الخمس ما يقصر

لا تضم التي ما لها من تهاب

خبلة هبلة ما لها ماكر

يوم تصبح تدوج بوسط البلد

كل دار تبايع به وتشتري

لا تضم التي رزنة بالمكان

صخرة ما يقلقلها هيب بشر

ما تكلم ولا عندها لك جواب

وبسكوتها يزيد المرض باكبر

لا حديث يسلي ولا من فراق

قلب لا يحزن وعين لا نتظر!»

وجاء في (العقد الفريد) أن أعرابياً كانت له زوجة سوء، تعذبه، فقال:

لقد كنت محتاجاً إلى موت زوجتي

ولكن قرين السوء باق معمر

فياليتها صارت إلى القبر عاجلاً

وعذبها فيه نكير ومنكر!»

قلت: ليته قال هداها الله! أو طلقها واستراح!

وعلى ذكر الطلاق فقد ورد في كتاب (الأغاني) قال الشاعر أبو النضير: دخلت على الفضل بن الربيع فقال: هل قلت شعراً؟ أجبته نعم في امرأة سوء لي طلقتها:

«رحلت سكينة بالطلاق

فأرحت من غل الوثاق

رحلت فلم تألم لها

نفسي ولم تدمع مآقي

لو لم تبن بطلاقها،

لأبنت نفسي بالإباق.

. وشفاء ما لا تشتهيه النفس

تعجيل الفراق»

فأخذ يكتب شعري وهو مهتم، فقلت: أنت مثلي تبغض امرأتك فصرخ، اسكت أخزاك الله.. ثم ما لبث أن طلقها!)

ولشاعرنا الشعبي إبراهيم بن جعيثن قصيدة طويلة في المرأة السوء منها قوله يذكر تصرفاتهن مع أزواجهن:

«وفيهن من توريه نجوم القايله

تجي بحلقه غصة بغصوبها

وفيهن جضعية نوامه

ومن عجزها تلقا العرق بجيوبها

وفيهن من تفريه برق لسانها

وهي بجلده ناشب كالوبها

فيهن من تعطيه زين إمروفه

وهي تعدل شدها لركوبها

والى خذت سده وطاوع شورها

ركبت عليه وركبت جاذوبها

 

 

 

نقلا عن الرياض