نصف يوم مع الإبل !

03/01/2022 1
خالد السليمان

قضيت الخميس الماضي نصف يوم في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، كانت فرصة للتعرف على بعض ملامح الهوية السعودية التي يشكل تراث البادية جزءا أصيلا من جوهرها !

شاهدت بعض فعاليات التنافس، وساعدتني براعة المذيع الداخلي الذي يعلق على الأحداث في فهم الكثير من تفاصيل المنافسات وأنواعها وكيفية التمييز بينها، وتحمست كثيرا وأنا أتابع بعض المنافسات خاصة المتعلقة بقدرة الراعي على تطويع إبله بقيادتهم خلفه أو تجميعهم في دائرة صغيرة أو العبور بهم «العقم» وهو التحدي الأخير والأصعب، بينما كانت مشاهدة إحدى جولات المزاين فرصة للتعرف على سر فتنة مربي الإبل وجمهور مهرجانات المزاين بتربية الإبل وحفظ أنسابها وتناسلها !

المهرجان الذي صاحبته فعاليات أخرى تميز بمعرض للصور والأدوات التي استخدمها سكان البادية عبر التاريخ أشرف عليه باحث التاريخ المعروف عدنان الطريف، بينما كان بيت الشعر الذي يعيش فيه الزائر تجربة حياة البدو مثيرا للاعتزاز بالتاريخ والتفكر بكفاح الأجداد، أما تجربة ركوب الجمل فكانت من أجمل اللحظات التي عشتها !

فهمت الكثير عن الإبل وأنواعها وسر جمالها الذي فتن الكثيرين، لكنني ما زالت عاجزا عن فهم سر ارتفاع أثمانها، كما أنني عجزت عن فهم سبب السماح بتأجير الإبل للدخول في المنافسات، فظاهرة التأجير بمبالغ فلكية لمدة ساعات معدودة برأيي تخل بعدالة المنافسة وتكرس احتكار الأثرياء لفرص الفوز، وبالنسبة لي كمتابع قللت كثيرا من قيمة ومصداقية التنافس !

سوى ذلك، كل ما عايشته خلال الساعات الطويلة التي قضيتها بين الإبل وملاكها وجمهورها والتمتع بفعاليات المهرجان ساهم في أن أكون أكثر اعتزازا بتراث ورثناه عن الأجداد وما زال يسكن الآباء والأبناء والأحفاد !

 

 

 

نقلا عن عكاظ