تأسست (سابك) على مبدأ استدامة الموارد الهيدروكربونية، وكان تأسيسها بمثابة قصة نجاح تمثلت في استثمار الغاز المصاحب لاستخراج البترول، والذي كان يحرق هدرًا، لبناء منظومة رائدة في صناعة البتروكيماويات، وإيجاد صناعات تحويلية، وخلق فرص وظيفية.
وبدأت (سابك) مسيرة توثيق جهود الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) في 2011م؛ العام الذي شهد بدء العمل على تقرير الاستدامة الأول. ثم واصلت الشركة هذه المسيرة خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال الالتزام بتقييم الأهمية النسبية، وتحديد الأهداف ومؤشرات الأداء الرئيسة، وزيادة الشفافية. إلى أن بلغت الشركة مستوى أصبحت فيه مستعدة لتقديم إفصاح رسمي بشأن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في تقريرها السنوي.
ويُقصد بالاختصار الإنجليزي (ESG) مجموعة واسعة من الاعتبارات الخاصة بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات التي قد تؤثر على قدرة الشركة على تنفيذ استراتيجية أعمالها وإيجاد قيمة على المدى الطويل. وتعد الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات نموذجاً ثلاثياً يركز على استدامة الإشراف البيئي والازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.
وتدرك (سابك) الأهمية المحورية لعوامل الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لنجاح الأعمال في السوق العالمية، وتركز (سابك) على إيجاد قيمة طويلة الأجل، وكذلك خلق فائدة مستدامة لمصلحة جميع الأطراف والمجتمعات التي تعمل فيها الشركة.
وتتطلع (سابك) بحماس إلى اكتمال دمج هذه العوامل في استراتيجية أعمالها الأساسية؛ لضمان فهم جميع موظفيها الاتجاهات الكبرى التي ستؤثر على الشركة والمجتمعات على مدار العقود القادمة، وإيجاد نهج مشترك لمعالجة القضايا المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية التي تثيرها تلك الاتجاهات، وأهمية دمج الاستجابة لمطالب الإفصاح ضمن نسيج عملياتها وأدواتها وأولوياتها.
وقد أسست (سابك) لجنة توجيهية لوضع استراتيجية وخريطة طريق لإعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، حيث تحدد مخرجات هذه اللجنة مسار عمل وأنشطة فريق الحوكمة. وتستهدف (سابك) تضمين الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في عملية صنع القرار على كل مستوى في جميع مجالات أعمال الشركة، وضمان اتباع نهج شامل بهذا الشأن.
وفي الوقت الذي يُشار فيه إلى كون الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ضمن العوامل غير المالية، إلا أن طريقة تطويرها بشكل منظم، مثل إعداد القوائم المالية، يؤثر بلا شك على أداء الشركة المالي. وترتبط القيمة القوية التي تقدمها الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بتحقيق عائدات قوية لحقوق المساهمين، وترتبط أيضًا بخفض المخاطر السلبية من خلال خفض هوامش مقايضة القروض والائتمان، وارتفاع التصنيفات الائتمانية.
وفي 23 أكتوبر الماضي كشفت (سابك) عن استراتيجيتها العالمية تجاه الحياد الكربوني في المنتدى الافتتاحي لمبادرة "السعودية الخضراء"، الذي عُقد بالرياض تحت رعاية كريمة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. حيث أكدت (سابك) التزامها بأهداف اتفاقية باريس، ومواصلتها بذل الجهود واستكشاف الحلول اللازمة لتحقيق الحياد الكربوني في العمليات التي تديرها بحلول عام 2050م، مع مراعاة الطموحات والالتزامات والمبادرات الإقليمية والوطنية المختلفة.
وفي هذا المجال الاستراتيجي؛ حصلت (سابك) على مجموعة من الجوائز خلال العام 2021م تقديرًا لجهودها في مجال الاستدامة، حيث أحرزت (سابك) جائزة أفضل شركة عالمية في ممارسات الاقتصاد الدائري، التي منحتها شركة (فروست أند سوليفان) للاستشارات العالمية. وحصلت (سابك) على جائزة الاستدامة التي تمنحها (آي إتش إس كيميكال ويك) في فئة أفضل مبادرة لإعادة التدوير. كما تم اعتماد مقر (سابك) الرئيس كمبنى خالٍ من الكربون في الفترة (2019م-2021م).
وحصلت (سابك) على جائزة أفضل شركة بتروكيماوية مسؤولة في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2020م، التي تمنحها مجلة "كابيتال فاينانس إنترناشونال. وفي عام 2019م، نالت (سابك) تقدير المجلس الأمريكي للكيمياء بفوزها بأول جائزة على الإطلاق في مجال ريادة الاستدامة في فئة (حماية البيئة ودائرية البلاستيك)، نظير مبادرتها الخاصة بالبوليمرات المعتمدة. وفي عام 2015م، حاز (موطن الابتكار)، الذي يُمثل مبادرة (سابك) للنمو، على جائزة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (ليد) من الفئة البلاتينية، التي يمنحها المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
وتطمح (سابك) لأن تكون ضمن الشركات القيادية والرائدة على مستوى الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في صناعة الكيماويات، من خلال التفكير المتكامل المتجسد في استراتيجية الشركة، والإدارة المتكاملة المتمثلة في مؤشرات الأداء الرئيسة والإدارة القائمة على القيمة، إلى جانب المعايير المتكاملة المستخدمة في بيئة العمل. وفي الوقت نفسه؛ يتنامى دور (سابك) في تعزيز ريادة المملكة في حماية البيئة وخدمة المجتمع وازدهار التنمية المستدامة في المملكة والعالم، وتحقيق قيمة مضافة عالية في جميع أبعاد الاستدامة، بما يجسد شعارها "كيمياء وتواصل".