حين كان د. محمد عبده يماني -رحمه الله- وزيرًا للإعلام يبدو أنه تلقى أمرًا بتوجيه معلقي كرة القدم بتعريب مصطلحات هذه اللعبة الواسعة الانتشار شعبيًا، المؤثرة حتى لغويًا، وسرعان ما اعتاد الملايين على تلك الكلمات العربية، أمثال (ملعب، هدف، تسلل، خطأ، ضربة جزاء، رُكنية، خط وسط، بطاقة صفراء أو حمراء، ضربة حُرة، حيطة، إلى آخره..) وكانت معظم تلك المصطلحات تُنطق على ألسنة المعلقين والجمهور بالإنجليزية.. بعد التزام المعلقين بالتوجيه سادت المصطلحات العربية وسارت على ألسنة الناس.
وقبل ذلك ألزمت البلديات المتاجر بالاقتصار على اللغة العربية في أسمائها ولوحاتها عدا متاجر العلامات التجارية (الماركات) لأنها أسماء أعلام، والعلم ينطق في الفصحى كما سُمي.
والحكومة تتبنى الفصحى في قراراتها ومسمياتها، مثل (أبشر، توكّلنا، هدف، ساند، ناجز، واصل، بوّابة، صحة، كلنا أمن، بلاغ تجاري، أسعفني.، قياس، إلى آخر الخدمات الرقمية الرائعة في المملكة والتي أراحت الناس وصارت على ألسنتهم كالعسل وأسهمت في تحقيق جودة الحياة).
وفي الاقتصاد نجد أن (هيئة السوق المالية) اقتصرت على الأسماء الفصحى فقط :(سوق، شركة، ورقة مالية، صك، نسبة، منحة، افتتاح، إغلاق، إلى آخره..) وكل تلك المسميات الحكومية والكروية تجري على ألسنة الناس بسلاسة عذبة ولولا الله عز وجل ثم قرارات التعريب الحكومية لزاد الابتعاد عن لغتنا العربية.. ونريد المزيد من قرارات التعريب التي هي أقوى من أي مجمع علمي للغة العربية ليس قصوراً في هذه المجمعات ولكن لأنها لا تستطيع فرض مصطلحاتها على التعامل والإعلام.
لازلنا نأمل في المزيد من قرارت التعريب لأن الإنجليزية تكاد تقتل لغتنا قتلًا ، خاصة في الاقتصاد، حتى صارت كثير من شركات الأبحاث السعودية تصوغ توصياتها بالإنجليزية فقط! فلابد من قرار يلزمها بالعربية أيضًا.
إنّ لغتنا من أُسس هويتنا بل هي لغة قراننا وديننا الحنيف، والمحافظة عليها واجبة لدى العرب كافة والمملكة خاصة لأنها موطن العرب ومهبط الوحي ومهد الإسلام وقبلة المسلمين.
نقلا عن الرياض