حققت الأسواق الأمريكية هذا الأسبوع أرقاما قياسية تعد المرة الأولى التي تصل إليها حيث تجاوز مؤشر الداو جونز للمرة الأولى مستوى 36 ألف نقطة، بينما حقق مؤشر إس آند بي 500 مستوى 4635 نقطة، كذلك استطاع مؤشر الناسداك تحقيق مستوى قياسي جديد عند 16 ألف نقطة، وصول المؤشرات إلى هذه الأرقام يعكس قوة الزخم في الأسواق الذي يدل على تواصل تدفق السيولة الشرائية مدعومة بالنتائج الإيجابية للشركات في قطاعاتها المهمة كالقطاع المالي والصناعي وقطاع الطاقة وغيرها، فضلا عن الانعكاس الإيجابي على الطلب على النفط الذي وصل هو الآخر إلى أسعار قياسية تجاوزت 86 دولارا للبرميل لم يكن وصل إليها منذ عدة أعوام.
ما سبق من أرقام يدعونا للتفاؤل نحو مستهدفات جديدة فبعد اختراق الداو جونز لقمته السابقة عند 35600 أصبح لديه هدف فني عند منطقة 37 ألف نقطة مع بقاء القمة المخترقة منطقة دعم مهمة، كذلك مؤشر إس آند بي 500 الذي يستهدف حاليا منطقة 4700 بعد اختراقه لـ 4550 نقطة، بينما الناسداك يستهدف 16550 بعد تجاوزه لقمته عند 15700 نقطة، ومن المهم جدا بقاء هذه المؤشرات الثلاث فوق قممها المخترقة حتى تواصل لمستهدفاتها التي ذكرناها فهي تعد مناطق الدعم الأقرب لها وأي كسر لها سيكون بمنزلة إشارة سلبية سنتطرق لها في وقتها.
من جهة أخرى وفيما يتعلق بالسوق السعودية لا تزال قريبة من قمتها التاريخية لعام 2008 التي اقتربت منها الأسبوع الماضي عند 11954 نقطة ورغم تراجعها نحو 280 نقطة بعد اقترابها من القمة التي تعد منطقة مقاومة قوية إلا أن القوة الشرائية لا تزال موجودة ولم تتخل عن مراكزها وكان ذلك ملاحظا من خلال تراجع المؤشر العام مع تراجع السيولة إلى أقل من خمسة مليارات ريال في بعض الجلسات وبعضها الآخر كانت قريبة من ذلك، بل شاهدنا تبادلا صحيا للأدوار بين القطاعات ففي حين كان يرتفع قطاع الطاقة كان قطاع المواد الأساسية يجني أرباحه وهكذا قطاع المرافق العامة والمصارف كان بينها تبادل أدوار في دعم السوق وهذا يعطي دلالة أيضا على تنقل السيولة بين القطاعات حسب نتائجها وأرباحها المحققة.
وعلى صعيد آخر كان بعض شركات قطاع المواد الأساسية وتحديدا الشركات البتروكيماوية قد تراجعت بأكثر من 10 إلى 15 في المائة من آخر قمة حققتها، ذلك يعني أن هناك شركات قامت بالفعل بعمليات جني أرباح وتهدئة لمؤشراتها المتضخمة دون تأثير كبير في تحركات المؤشر العام أو على السوق عموما وهذا جزء من فائدة عمليات تبادل الأدوار التي ذكرناها بين القطاعات.
وأخيرا فالسوق السعودية ليست بمعزل عن الأسواق العالمية التي حققت أرقاما قياسية هذا الأسبوع بل هي محفزة كبيرة تدعم تحركات السوق الفترة المقبلة خاصة إذا كانت المؤشرات الثلاث التي ذكرناها تسير نحو مستهدفات أعلى حسب ما تشير إليه سلسلة فيبوناتشي (أحد المؤشرات الفنية) التي تستخدم لتحديد الأهداف بعد اختراق القمم.
كذلك تتوقع كبرى المؤسسات المالية زيادة الطلب على النفط الذي تجاوز الطلب الحالي عليه مستويات ما قبل الجائحة كما تتوقع أيضا وصول سعر البرميل للخانات الثلاث عند 100 دولار، الذي يعد أبرز المؤثرين والداعمين لتوجه السوق المحلية.
نقلا عن الاقتصادية
ما شاء الله كلام منطقي