يعتمد التأمين بأشكاله الحالية بشكل أساسي على الغرر والذي يعرف بأنه عدم اليقين أو الخطر والمخاطرة، وبيع ما هو غير موجود، حيث ان جميع شركات التأمين بشقيها الاسلامي والتقليدي لا تسمح ببيع وثيقة تأمين ضد أي مخاطر غير ممكنة الحدوث. بمعنى أنه يجب أن تكون هذه المخاطر محتملة الحدوث وغير محتملة الحدوث ايضا بحيث يمكن التأمين عليها، والمقصود بالمخاطر محتملة الحدوث هي المخاطر التي من المحتمل حدوثها مثل الحرائق، والمقصود بالمخاطر غير محتملة الحدوث هي المخاطر غير المحتملة او نادرة الحدوث مثل التسرب الإشعاعي.
إن الخطر حقيقة ثابتة، وقد تكون عواقبه كبيرة لدرجة أن الفرد لا يستطيع تحمل ذلك؛ ولهذا عمل البشر عبر مختلف العصور على عمل المنظمات التي تمكن الفرد والمجتمع من تحمل هذه المخاطر بصورة جماعية، ومن هنا جاء مبدأ التعاون لتحمل تلك الأعباء، وهو ما يعرف بنظرية التأمين.
التأمين الإسلامي هو اتفاق بين الأشخاص المعرضين لمخاطر محددة لتلافي الضرر المنشود من خلال إنشاء صندوق يتم فيه إيداع المساهمات بناءً على تبرع، يتم من خلاله التعويض عن الأضرار التي تسببها المخاطر المؤمن عليها. إن التأمين التعاوني هو بديل للتأمين التقليدي، حيث تقوم فكرة التأمين التعاوني على التضامن بين المشتركين مقابل المخاطر والحوادث التي يتعرض لها بعضهم.
وعندما تسعى مجموعة من الأفراد المشاركين لتأمين الخطر، فهذا يعني بالضرورة أن المجموعة تساهم في دفع أثر الضرر المادي الذي يلحق بالمشاركين، وهذا هوا جوهر التأمين التعاوني، الذي يقوم على التضامن بين المشاركين، وهي شكل من أشكال دعم المجتمع الذي هو أقرب إلى التعاون الإجباري.
إن فكرة التأمين ما هي إلا تضامن وتعاون بين أفراد المجتمع حيث يتم تقنين وترتيب هذا التعاون بشكل مناسب من خلال تصميم نظام يتوافق مع التطورات المالية والاقتصادية. ويخلص إلى أن مجموعة من الأشخاص المعرضين لمخاطر مماثلة يجمعون بين تلك المخاطر ويشاركون في جمع أموال كافية لتعويض المتضررين خلال فترة معينة.
تدير شركة التأمين التكافلي صندوق المشتركين وتستثمر الأموال التي يتم جمعها فيه مقابل عمولة معينة وفقًا لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية وفي التكافل، تعتمد العملية على التأمين المتبادل بين المشاركين. ما يدفعه كل منهم هو تبرع منهم لهذه المحفظة التي يتم الحصول منها على التعويض وقت حصول الخطر، حيث يبدو الأمر كما لو أن الجميع يجمعون مخاطرهم وأموالهم من خلال التبرع حتى يكون كل مشارك آمنًا لمساعدة إخوته في حالة حدوث شيء له.
وتقدم السطور أدناه مقارنة مبسطة بين التأمين التقليدي والتأمين التكافلي:
1- الملكية:
- التأمين التقليدي : يقوم على الربح المحض، حيث ان المساهمين ملاك للشركة بحصص مختلفة.
- التأمين التكافلي : يقوم على التعاون، حيث ان المساهمين هم الملاك وشركة التأمين هي المدير او الوكيل.
2- الأرباح:
- التأمين التقليدي : تأتي للشركة من فائض الاكتتاب وإيرادات الاستثمار.
- التأمين التكافلي : ليس للشركة مطالبة في فائض الاكتتاب.
3- خيارات حاملي الوثائق:
- التأمين التقليدي : يكون الهدف لحاملي الوثائق الربح المحض.
- التأمين التكافلي : لا يقوم حاملي الوثائق بتوقع اي ربح من الشركة.
4- حقوق الاستثمار:
- التأمين التقليدي : تقرر شركة التأمين وقت وطريقة استثمار الفائض من الأقساط.
- التأمين التكافلي : العقد يحدد لحاملي الوثائق كيف وأين سيتم استثمار الفائض من الأقساط.
5- في حال تصفية الشركة:
- التأمين التقليدي : يتم توزيع الاحتياطيات والفائض على المساهمين.
- التأمين التكافلي : يتم إرجاع الاحتياطيات والفائض إلى المشاركين أو التبرع بها للجمعيات الخيرية.
المراجع:
- الآثار الدينية والاجتماعية والاقتصادية للتأمين الإسلامي، المجلة الدولية للبحوث المالية 2019
- إدارة المخاطر من قبل شركات التأمين ، ديفيد بابل وأنتوني إم، وارتون المالية 1996.
- كفاءة إدارة المخاطر لشركات التأمين التقليدية والتكافلية وأسواق وشركات التأمين: التحليل والحسابات الاكتوارية 2011 .
خاص_الفابيتا
مقال جميل، شكراً. لكن ضيعتني هذه الجملة: - التأمين التقليدي : يكون الهدف لحاملي الوثائق الربح المحض. أليس هدف حامل الوثيقة الحصول على تغطية تأمينية ضد المخاطر؟