"أفضل طريقة لقياس نجاحك الاستثماري ليس من خلال ما إذا كنت تحقق ارباح اكثر من السوق ولكن من خلال ما إذا كنت قد وضعت خطة مالية ونظامًا سلوكياُ منظبط يقودك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه"
بنيامين جراهام ( مؤسس التحليل المالي)
طبيب استشاري سعودي عمرة 37 سنة يمضى أغلب سنوات عمره في التعليم ليصل الى مستوى الاستاذية في تخصصه الطبي الدقيق، ويمضى حاليا أغلب وقته لمعالجة مرضاه في المستشفى الحكومي او الخاص إضافة الى عيادته الخاص التي يستطيع فيها خدمة المرضى المقتدرين للحصول على مشورته الطبية على نفقتهم الخاص أو التأمين الطبي من هذا الطبيب النجم او اجراء عملية جراحية لثقتهم في سمعته لأنه من الأسماء النادرة في تخصصة الدقيق!
وهكذا يقضى صاحبنا اغلب سنوات عمره في خدمة الناس في المستشفى خصوصا ان مهنة الطب من اكثر المهن نقص كوادر بسبب طول مدة دراستها وتحدياتها الكثيرة بدء من متطلبات القبول في كلية الطب و سنوات الدراسة الطويلة والامتياز لكي يصبح طبيب عام ثم يبدأ في الدراسة المتخصصة حتى يصبح طبيب استشاري لديه شهادة عالمية في تخصصة من ارقى الجامعات العالمية وختامها طبيعة العمل المجهدة في رعاية المرضى، كل ذلك هو مثال لحالة تقليدية لكثير من كوادرنا الطبية.
مع استحواذ المهنة الانسانية جل وقت الطبيب واهتماماته وجهوده وعلاقاته، لا يجد الطبيب الوقت الكافى لنفسه في ادارة وتطوير شؤونه المالية، ويقع الكثير منهم للأسف في اخطاء استثمارية يسهل تجنبها بالخبرة والعلم لو انه اخذ مشورة متخصصة من طبيب الأموال (ان صحه التسميه) بحيث يحفظ فيها امواله الحالية والمستقبلية بتكلفة يسيرة.
من خلال معرفتي وعلاقتي بالكثير من أحبائنا الاطباء البشر، عايشت الكثير من قرارات الاستثمارات العشوائية والعاطفية نتجت عن خسائر ومشاريع متعثرة لاطباء سواء في مشاريع طبية خاصة او استثمار عقاري وكانت اهم أسباب تعثرهم هو عدم وجود خطة او سياسة استثمار شخصية يتم على اساسها فلترة الفرص الاستثمارية وليس العكس وهو تلقى ما يرمى من فتات الفرص العشوائية هنا وهناك.
حيث يبدأ الافق الزمني للخطة الاستثمارية من الان الى مرحلة التقاعد ( عمر 60) بحيث يتم مراعاة اساسيات الأستثمار طويل الأجل بحيث الموازنة بين عده عوامل منها ، أهداف المستثمر ، وضع توقعات عقلانية ، منهجية الاستثمار، التنويع الاستثماري ،وضع المستثمر الحالي ، احتياجات السيولة ، اي محددات خاصة اخرى، وهذا المحددات تكون حجر الأساس لأتخاذ قرارات توزيع رأس المال بشكل استراتيجي بين جميع فئات الاصول الاستثمارية ( الأسهم ، الصكوك والمرابحات ، العقار ، المشاريع الخاصة وغيرها وهو من أكثر عوامل تاثيرا على عوائد الاستثمار، بحيث يساعد المستشار المالي الطبيب في أعداد و مراجعة الخطة الاستثمارية بشكل سنوي اضافة الي تاكيد ملائمة الفرص الاسثثمارية الجديدة للخطة المكتوبة ( مرجعية للقرارات )، ويتم تقييم آداء لخطة الاستثمارية حسب الأواضع الاقتصادية والتوقعات للاسواق و حسب الوضع الشخصي للطبيب بما يحقق اهدافه، مثلا يرغب الطبيب في تكوين محفظة استثمارية عند سن التقاعد بقيمة 12 مليون ريال و تحقيق منها دخل مستدام من العوائد النقدية بما يعادل بمبلغ 600 الف ريال سنويا يغطي الاحتياجات ويحافظ على نمط الحياة للطبيب واسرته بعد سن التقاعد فهو يستحق من يجد من يعتني بمستقبله المالي ويكون له مستشار المالي شخصي (Personal CFO) يرجع له بشكل سنوي على الاقل في قرارته المالية والاستثمارية المهمة وتقييم وضع محفظته مثل قرار إستثمار في فرصة عقارية او صندوق أسهم او اسهم معينة او مشروع خاص أو اقتراض الخ .
قد يعتقد البعض ان مثل هذه الخدمة لا يحتاجها الا الاثراء فقط ، والحقيقة انها خدمة ضرورية لكل يريد تكون محفظة استثمارية عند التقاعد ولدية مدخرات الان ويستطيع تخصيص 15% الي 20% من دخله الشهري في نفس خطة التقاعد ، لان هذا المبالغ مع عامل الزمن ( 25 سنة مثلا ) يمكن ان يكون مصدر الثراء للطبيب عند بلوغ سن التقاعد لان القيمة المستقبلية لكل 10 الف ريال هو قيمتة عند استثماره لمدة طويلة تكون اكثر من 10 اضعاف ، ولنفس مثالنا السابق : فإن خلق محفظة استثمارية عند التقاعد بقيمة 12 مليون ريال وتحقيق منها دخل شهري 50 الف ريال ، يتطلب استثمار اولي بمبلغ 250 الف ريال مع تخصيص مبلغ 8 الف ريال لمدة 25 سنة مع زيادة في مبلغ الادخار 3% سنويا. وهذا يعود سحر العائد المركبّ ( بافتراض عائد سنوي مركب 8% وبدون سحب اي أرباح )
ولو زادة مدة الاستثمار من 25 سنة الى 30 سنة بنفس الفرضيات فإن قيمة المحفظة الاستثمارية يمكن ان تصل الى 20 مليون ريال والتي مكن تحقيق عائد نقدي سنوي منها 800 الف ريال مع المحافظة على اصل الاستثمار كما هو 20 مليون ريال بدون نقص ، لذا كلما بدأ بشكل مبكرا كان الاثر للعائد المركب اعظم.
كيف يحصل الطبيب على مثل هذه الخدمة؟ يمكنه البحث في دائرة الموثوقة عن مستشار مالي لديه الشهادات المهنية في الاستثمار او التخطيط المالي إضافة الي الخبرة العملية اللازمة لكي يحصل على مشورة مدفوعة برسوم من شخص مستقل (غير متحيز) لمساعدة الطبيب على تطبيق والالتزام بالخطة الاستثمارية على المدى الطويل والاهم يكون مثل معالجة النفسي الذي يلجئ إليه خلال فترات تقلبات الاسواق المالية، والله الموفق.
خاص_الفابيتا
هذا ليس مقال صحفي ...هذا اشبه بكتابة برشور دعائي لخدمات الكاتب عند فئة من المجتمع مستهدفة منه لتقديم خدماته!!
جميل ، فعلا كون الشخص دكتور في الطب البشري او مخترع تكنولوجيا لا يعني إنه بنفس المستوى في مجالات اخر نتذكر نيوتن مكتشف الجاذبية وعالم الفيزيا والرياضات فشل في استثمار امواله ونتذكر مطور ايفون ، ومايكروسوفت ،