تمر الأسواق العالمية ببعض التذبذبات العرضية أو ما يطلق عليها مناطق الحيرة بسبب عدة مؤثرات أهمها فترة إعلانات الشركات ومتحور دلتا وارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية وخشية المستثمرين من رفع الفائدة على الدولار من قبل "الفيدرالي الأمريكي" التي تدعم صعود الدولار وبالتالي يكون تأثيرها سلبيا في الأسهم والسلع ورغم هذه المؤثرات التي كان نتاجها تذبذبات عرضية إلا أن الاتجاه العام لا يزال صاعدا في معظم الأسواق سواء الأسهم أو النفط وستستمر هذه التحركات الجانبية لحين انتهاء موسم الشركات القيادية بالأسواق التي تشكل حركة قوية على المؤشرات وفقا لنتائجها المعلن عنها.
فعلى صعيد "الداو جونز" يتضح لنا تذبذبه بين مستوى 33700 كدعم و35000 نقطة كمقاومة، تجاوز أحد المستويين سيتحرر وفقا للاتجاه المخترق دعما كان أم مقاومة. وعلى صعيد نفط برنت لا يزال يتداول تحت مقاومته اللحظية عند 76 دولارا رغم ارتداده من 68 وأمامه كما يبدو على المستوى القريب فترة من التذبذب بين 78 و68 دولارا مع بقاء كسر 68 خيارا مطروحا على المدى القريب طالما عجز عن تحقيق قمة أعلى من 78 دولارا.
وفيما يتعلق بالمؤشر العام للسوق السعودية فقد كان لفترة إجازه عيد الأضحى دور في عدم تفاعله مع هبوط النفط القاسي الأسبوع الماضي ورغم أن الاتجاه العام له لا يزال صاعدا على المدى الطويل إلا أنه يشهد تذبذبا عرضيا بين منطقة 10600 كدعم و11063 كمقاومة، حيث لم يستطع تحقيق قمة أعلى مما حققها أخيرا عند 11063 وذلك بسبب انتظار انتهاء موسم الإعلانات خاصة للشركات القيادية كقطاع الطاقة والمواد الأساسية والمصارف والاتصالات وغيرها.
وبعدما جاءت إعلانات بعض الشركات في قطاع البتروكيميكل إيجابية وأكبر من متوسط توقعات المحللين التي كان لارتفاع أسعار النفط وتحسن الطلب على منتجاتها دور بارز في إيجابيتها فقد أعطت إشارة إلى أن إعلانات بقية القطاع ستكون كذلك وعلى رأسها الشركة الأم للقطاع سابك، وبذلك سيكون القطاع من الداعمين للمؤشر العام الفترة المقبلة حتى لو تعرضت السوق لأي مؤثرات سلبية قد يكون مصدرها الأسواق العالمية إلا أننا نستبعد وفقا لذلك الهبوطات الحادة بالسوق المحلية حال تعرضها لتصحيح مرتقب.
كما أن صدور تقرير وكالة فيتش بتعديل النظرة المستقبلية لستة بنوك سعودية من سلبية إلى مستقرة يعد دعما لقطاع المصارف واستقراء لملاءته المالية ويعد من بين أبرز القطاعات المؤثرة في حركة السوق المحلية الذي تنحصر تداولاته حاليا بين عشرة آلاف و10500 نقطة والحديث عن هاتين المنطقتين ينطبق عليه ما سبق الحديث عنه من حيث الدعم والمقاومة فكسر الدعم يعد بداية هبوط على المدى القصير بينما اختراق المقاومة يعد إشارة صعود كذلك وتأجيل عمليات التصحيح المرتقبة لبعض الوقت.
كما تنتظر الأسواق بحذر هذا الأسبوع نتائج اجتماع "الفيدرالي الأمريكي" الذي من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة كما هي إلا أن الخوف من إجراء بعض التعديلات على السياسة النقدية الداعمة للأسواق ما ورد من بعض الأنباء أن هناك خلافا بين الحزبين الحاكمين على بعض المواضيع المتعلقة بعمليات التيسير الكمي.
وما زلنا نذكر بأن الاتجاه العام لا يزال صاعدا وأي تراجعات منتظرة لن تكون مفاجئة.
نقلا عن الاقتصادية