شكّلت رؤية 2030 قفزة مهمّة في تطور المملكة العربية السعودية، مدعومة بإرادة حكومية طموحة، ودعم حقيقي من المواطنين المتطلعين إلى مستقبل أكثر ازدهارًا لبلادهم، وهو ما سهّل تبني كافّة الوسائل والحلول لتمهيد الطريق لإنجاح مستهدفات هذه الرؤية، وتحضر الرقمنة على رأس الحلول المُمكّنة لإحداث تحول حقيقي في عمل المؤسسات، وزيادة كفاءة أدوارها وخدماتها بما يُلبّي تطلعات عملائها.
وامتدادًا لذلك، خضنا في صندوق التنمية الصناعية السعودي رحلة تحول رقمي كبرى، تماشيًا مع التطور الكبير لدور الصندوق عام 2019م، حينما أصبح المُمكّن المالي الرئيس لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، وهو ما جعلنا نستشعر عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لدور الرقمنة المحوري في الارتقاء بالخدمات المقدمة إلى عملائنا في القطاعات الصناعية، ومن ثم تسريع نمو مشاريعهم وتوسعها بما يتوافق مع أهداف الرؤية.
ومنذ ما يقارب الثلاث سنوات، وبدعم من سعادة الرئيس التنفيذي للصندوق الصناعي د. إبراهيم المعجل، وُضِعت خطة العمل على رحلة التحول الرقمي، بهدف إعادة تصميم كافة عمليات الصندوق لتصبح مؤتمتة بالكامل، واستطعنا تنفيذها في أقل من سنتين لنتجاوز بذلك الوقت المتوقع الذي قُدِّر حينها ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وهو أمر يدعونا جميعًا إلى الفخر بالإنجاز خلال هذا الوقت القياسي، وشكّل لنا دافعًا نحو المزيد من التطوير.
وخلال 17 شهرًا فقط، شهدت رحلة التحول الرقمي للصندوق الصناعي تعزيز التعاون بين قطاعات التكنولوجيا والأعمال لتلبية تطلعات عملائنا، والعمل على زيادة التناغم بين الصندوق والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، ونتج عن ذلك أتمتة 300 إجراء، وإنجاز أكثر من 100 عملية متكاملة، وتقليل وقت اعتماد القروض ليصبح 5 أشهر بدلاً من 11 شهرًا، لتُساهم هذه الإنجازات في تحقيق الصندوق نتائج قياسية تمثلت في اعتماده قروضًا تجاوزت 17 مليار ريال، في عام 2020م الاستثنائي على كافة الأصعدة لاسيّما على الصعيد الاقتصادي جرّاء تداعيات أزمة "كورونا".
إن ما حققه الصندوق الصناعي من إنجازات في رحلة تحوله الرقمي، تنبع في الأساس من إدراكه العميق لدوره المهم في تهيئة القطاعات الصناعية للمستقبل الذي تنشده الرؤية، ونتيجة تلقائية لحرصه على وضع العملاء على رأس أولوياته، وسعيه المُستمر نحو المُساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية.
خاص_الفابيتا
