القيادة .. مفهومها ونظرياتها «2»

16/06/2021 0
د. عامر بن محمد الحسيني

بعد أن تعرفنا على مفهوم القيادة Leadership ولمزيد من التعمق في هذا المفهوم لمعرفة أساليبه وأسسه العلمية، نستعرض في هذا المقال النظريات المفسرة لمصطلح القيادة لتكتمل لنا الصورة. وهنا يمكن إيضاح أن نظريات القيادة تمثل تفسيرات كيف ولماذا يصبح بعض الناس قادة. عديد من نظريات القيادة وعلم النفس يمكن أن تدرج ضمن هذا الموضوع، لكن قليل من هذه النظريات تم اختبارها وتوظيفها لتفسير مفاهيم وممارسات القيادة بشكل أكبر. سنتناول في هذا العدد بعض تلك النظريات المفسرة التي تعد الأكثر شيوعا لفهمها والتعرف عليها، لمساعدة القارئ الكريم المتطلع لاكتساب القادة، والمساعدة على تكوين رواد الأعمال للمستقبل. وهذا سيساعد من خلال فهم الآثار النفسية والاجتماعية للقيادة الفعالة على تحديد نوع القائد الذي تريد أن تكونه. وسيتم تناول عدد من النظريات في هذا العدد والأعداد المقبلة.

النظرية السلوكية Behavioral theory تركز نظرية القيادة السلوكية على كيفية تصرف القادة، وتفترض أن هذه السمات يمكن استنساخها من قادة آخرين. وتشير النظرية إلى أن القادة لا يولدون ناجحين، لكن يمكن تنشئتهم بناء على سلوك قابل للاكتساب والتعلم. وتركز النظرية السلوكية للقيادة بشكل كبير على تصرفات القائد، وتبني قدرها للتنبؤ بنجاح القائد على مشاهدة كيفية تصرفه في المواقف. وهنا يكون العمل وليس الصفات هي النقطة المحورية في نظرية التعلم السلوكي. وتتم ملاحظة أنماط السلوك وتصنيفها على أنها أنماط للقيادة في هذه النظرية. حيث تتضمن بعض أساليب القيادة القادة الموجهين للمهام task-oriented leaders، والقادة الموجهين نحو الناس people-oriented leaders، وقادة الأندية الريفية country club leaders، وقادة الوضع الراهن status-quo leaders، والقادة الديكتاتوريين أو المتسلطين dictatorial leaders، وغير ذلك من التصنيفات. في نهاية المطاف، فإن الأفعال والسلوكيات الفعلية للقائد هي التي تحدد النجاح في هذه النظرية.

للنظرية السلوكية عديد من المزايا، ومنها أن القادة يمكن أن يتعلموا ويقرروا الإجراءات التي يريدون تنفيذها ليصبحوا نوع القائد الذي يريدونه. إنه يسمح للقادة بأن يتسموا بالمرونة والتكيف بناء على الظروف المحيطة. فائدة عظيمة لهذا الأسلوب تشير إلى أن أي شخص قادر على أن يصبح قائدا. فيما تتمثل بعض عيوب النظرية السلوكية في أنها تتيح المرونة، إلا أنها لا تقترح بشكل مباشر كيفية التصرف في ظروف معينة. هناك العشرات من أساليب القيادة التي تنبع من النظرية السلوكية، لكن لا يوجد أسلوب مناسب لكل الظروف.

أحد الأمثلة المفسرة للنظرية السلوكية هو النظر إلى القائد الموجه نحو المهام مقابل القائد الموجه نحو الناس. إذا كانت هناك مشكلة مع فريق، فسينظر القائد الذي يركز على المهام في العملية لمعرفة ما إذا كان هناك شيء ما يحتاج إلى تعديل مع سير العمل. فيما سينظر القائد الموجه إلى الناس إلى الأفراد التابعين له مباشرة، ويسأل عن ماهية المشكلة. مهما كانت السلوكيات التي تختارها، فإن نظرية القيادة السلوكية تساعد القادة على التركيز على أفعالهم والاستفادة من قراراتهم ليكونوا قادة عظاما.

 

نقلا عن الاقتصادية