الاستثمار وادارة المخاطر

09/02/2021 0
مهيب الزاكي

ربما أكثر كلمات مثارة في مجالس اليوم هي الاستثمار والتداول في اسواق المال ولا يخلو مجلس من ذكرها, وهذا يعود الى وضع الأسواق المالية وما يحدث فيها من تذبذبات خلال الفترات الماضية.

اينما تضخ اموالك في سوق المال الأمريكي على وجه الخصوص تجني الأرباح، موجة صعود يصح ان يطلق عليها (Super Bull Cycle) وحتى اقرب الصورة اكثر هي مشابهة الى تلك التي حدثت في سوق المال السعودي ما قبل فبراير 2006.

شاملة وكاملة هذه الموجه, الاختلاف عن طفرة موجة الصعود التي حدثت بين (1996 – 2000) وباتت تعرف بالدوت كوم (.com) والتي كانت تقتصر على شركات التقنية بينما موجة الصعود الحالية تشمل شركات تنتج اللقاحات المضادة (مؤخرا), اسهم الشركات الكهربائية, التكنولوجيا الحيوية, شركات التقنية, شركات الطاقة المتجددة, شركات البناء والعقار وغيرها, ثم داهمنا فايروس كورونا وحطم البورصات على غفله وحدث ما حدث من انتكاسة ادخلت الاسواق في تصحيح قاسي, ثم ارتداد من شهر مارس 2020 لتواصل المؤشرات الأمريكية تألقها.

هذا يدفع الكثير للرغبة في المشاركة وجني المال من هذه الطفرة، ولذلك احببت كتابة هذا المقال لتجنب بعض الأخطاء الشائعة عند المتاجرة في الاسواق المالية والتركيز على ادارة المخاطر حتى اذا اقتربت الاسواق من التصحيح او جني الأرباح سواء كان قاسيا او طفيفا, فيجب على المتداولين المعرفة بإدارة المخاطر التي قد تحدث.

سهل هو الدخول في مجال المتاجرة في الأسهم وعمل امر الشراء ولكن الصعب هو ضغط زر البيع وبالخصوص اذا كانت العملية هي تسجيل خسارة. من هنا اود ادخل في صلب الحديث وما يجب ان تكون عليه الخلاصة.

  •  التركيز على معرفة كم الخسارة في حال لم تنجح العملية: معظم المتداولين في الأسواق يركزون على امر واحد وهو الربح من اي عملية ويتم التغافل وقد اجزم ان الغالبية العظمى لا تعطي اي اعتبار الى احتمالية الخسارة, وعندما يتم الدخول في أي عملية ولا يكتب لها النجاح, المتداول يخسر نسبة هائلة بسبب عدم قدرته ومعرفته على نسبة الخسارة التي هو او هي مستعدة ان يتم دفعها في حالة عدم النجاح.
  • خسارة سلسة من العمليات: لا يوجد متداول على وجه الأرض حقق نسبة نجاح بنسبة 100% في جميع العمليات, ادارة المخاطر والخسائر ومعرفة التعامل معها في البداية يجعل من الشخص متداول افضل من غيره. ان عملية واحده ناجحة من خمس عمليات قد تكون كافية لتدفع عن بقية العمليات الخاسرة, وهذا يحدث عندما تكون العمليات الخاسرة محدودة وصغيرة, وايضا تتيح للمتداول ان يتعلم اكثر وخصوصا المحافظة على رأس المال.
  •  عمليات الانتقام: عندما يتم تسجيل خسارة في اي عملية يتكون شعور جامح عند المتداول وهو محاولة التعويض، وهذا ما اسميها بعملية الانتقام فنحاول تعويض الخسارة بالدخول بشكل اكبر وعدم الالتزام باي خطة مسبقة وبعدم تقييم عن قيمة المخاطرة, وعندما يفشل الانتقام تكون الخسارة ضعف ما نحاول تعويضه.
  •  كثرة عمليات التداول: تقليل عدد العمليات والتداول وخصوصا إذا كنت متداول مبتدئ، البعض في بدايته يقوم باجراء عمليات عديدة مما يتسبب بكشف رأس المال في السوق بأكمله, والبعض الأخر يحاول شراء اكبر قدر ممكن من عدد الأسهم التي قد يحصل عليها برأس ماله واخد مخاطر عالية حتى وان حدد مخاطرة ب 3% في كل سهم فهذا ايضا يجعل رأس المال مكشوف.
  •  تجاهل الاستماع الى المحللين: لا يوجد محلل لم يخطئ في تقيم وضع السوق، لا المحللين على شاشة العربية او السي ان بي سي الاقتصادية وحتى المحلل المرموق في فضاء الأنترنت وتويتر. بعض الأحيان يكون التمسك بصفقة خاسرة بسبب المحلل ذو النجم الصاعد في تيليجرام نصح بعدم البيع. لا يمكن ان رأي شخص يحل مكان تحديد سعر المخاطرة وعمل وقف خسارة. يجب ان تتجاهل الأراء مهما كانت تبدو ذكية ومنطقية.
  •  تفهم حرية حركة الأسواق بسبب او بدون سبب: يجب على المتداول تفهم ان الأسواق قد تختار التصحيح او الصعود وذلك بسبب قوة الاقتصاد او الأرقام المعلنة او بعض الأحيان بدون سبب معين. حركة الأسواق اشبه بصعود السلم في بناية في حالة الصعود والنزول بالمصعد في حالة الهبوط او الانهيار, الأسواق تتكون من ملايين المتداولين وتحتوي على اجهزة وانظمة تداول جبارة تحتوي على معادلات معقدة فليس كل خطوة يتخذها السوق تحتاج الى تعليل, وهنا التمسك بعملية خاسرة بسبب انه لا يوجد مبرر للتصحيح او النزول الحاصل في سهم او منتج مالي معين هو قرار ربما في غير مكانه. اتخاد اجراءات وعمل نظام استثماري يحتوي على قوانين, حجم مخاطرة ووضع سعر لها هو افضل من البحث عن مسببات صعود او هبوط، ولذلك دائما وابدا قيم مخاطرك وكن مستعد الى اي احتمال.

 

خاص_الفابيتا