جرى العرف على أن يعلن المرشح الفائز بالانتخابات الأمريكية فوزه فور تلقيه اتصالا من منافسه يقر فيه بخسارته، وحصل عام ٢٠٠٠ أن أجرى المرشح الديمقراطي آل غور اتصال الإقرار بالهزيمة لمنافسه بوش الابن ثم عاد واتصل به ليسحب هذا الإقرار بانتظار حسم الخلافات حول عد الأصوات في ولاية فلوريدا، وهو ما احترمه المرشح الفائز بوش وظلت الانتخابات معلقة حتى حسمت المحكمة العليا أمر عد الأصوات بعد حوالى ستة أسابيع وفاز الرئيس بوش الابن بالبيت الأبيض!
اليوم يكسر المرشح الديمقراطي هذا التقليد ويعلن فوزه بالانتخابات الرئاسية رغم أن أية ولاية من الولاية الخمسين لم تصدق بعد على نتائج التصويت، فقد جرت العادة على أن يعلن الإعلام النتائج ويتحدد الفائز والخاسر قبل التصديق الرسمي عليها، ولكن ذلك كان دائما مرتبطا بوضوح فارق النتيجة وإقرار الخاسر بهزيمته!
فعليا وحتى موعد تصويت المجمع الانتخابي بتاريخ ١٤ ديسمبر ثم تصديق الكونجرس على نتيجته بتاريخ ٦ يناير من العام المقبل، وما لم يقر ترمب بخسارته قبل ذلك، فإن أحدا لا يستطيع أن يحدد بشكل رسمي الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية!
وربما كان المرجح فوز بايدن، لكن كان لافتا تلقي المرشح الديمقراطي التهاني من الكثير من قادة الدول قبل أن يتم التصديق على النتائج، وفصل المحاكم في طعون الرئيس ترمب بنتائج بعض الولايات، وكما أن المحكمة العليا حسمت خلافات انتخابات ٢٠٠٠، فلا يستبعد أن تكون لها الكلمة الفصل من جديد في انتخابات ٢٠٢٠، مع التذكير بأن قرارها في عام ٢٠٠٠ لم يغير في النتيجة حيث أثبتت عد الأصوات الذي تم بشكل غير رسمي في الصناديق التي أوقفت المحكمة احتسابها أنها لم تكن لتمنع الرئيس بوش الابن من الفوز برئاسته الأولى!
باختصار.. هوية سيد البيت الأبيض للسنوات الأربع القادمة معلقة حتى ١٤ ديسمبر!
نقلا عن عكاظ