في الأسبوع الماضي، سجلت أسعار النفط مكاسب قوية، رغم أنها شهدت انخفاضا طفيفا عند افتتاح التداول يوم الجمعة. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط قرب 41 دولارا للبرميل واقترب برنت من 43 دولارا للبرميل، بذلك حققت أسعار الخام مكاسب تقدر بنحو 10 في المائة عن الأسبوع الذي سبقه. بالفعل، لقد أخذت أسواق النفط في الحسبان ضعف تعافي الطلب العالمي وتزايد الشكوك بشأن الاقتصاد العالمي وسط عودة تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أجزاء كثيرة من العالم.
في هذا الجانب، يتفق المحللون إلى حد كبير على أن من غير المتوقع أن تتحرك أسعار النفط أعلى بكثير من المستويات الحالية عند نحو 40 دولارا للبرميل أو نحو ذلك حتى نهاية العام، بسبب استمرار ارتفاع مخزونات النفط العالمية وتوقف تعافي الطلب على النفط مع نهاية موسم القيادة في الولايات المتحدة، إضافة إلى استمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، خاصة في الاقتصادات الأوروبية الكبرى، التي بدأت بالفعل في إعادة فرض بعض القيود للحد من انتشار المرض.
ومع ذلك، رغم أساسيات السوق الهبوطية والرياح المعاكسة القادمة بما يسمى الموجة الثانية من جائحة كورونا، يرى المحللون من غير المرجح أن تنهار أسعار النفط مرة أخرى كما حدث في نيسان (أبريل) عندما انهار الطلب على النفط بنسبة 20 في المائة. في الوقت نفسه، حتى لو لم نشهد مرة أخرى انهيار أسعار النفط دون 20 دولارا للبرميل هذا العام، إلا أن المخاطر والشكوك في الأسواق لا تزال تنحرف نحو الاتجاه الهبوطي، ما يترك مجالا ضئيلا لتحقيق مكاسب تذكر في الأسعار للفترة المتبقية من عام 2020.
في هذا الجانب، يقول معظم المحللين: إن أسعار النفط سيتم تداولها في الأشهر المقبلة في نطاق محدود، مع توقع تقلبات حول الانتخابات الأمريكية في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر). على العموم، أسعار النفط مهيأة لفترة انخفاض أطول على المدى القريب، لكن مع فرصة ضئيلة للانهيار مرة أخرى إلى ما دون 35 دولارا للبرميل.
في الوقت الذي تستمر فيه جائحة كورونا، وما نتج عنها من بطء في التعافي الاقتصادي وتعافي الطلب على النفط، في الضغط على أسعار النفط، إلا أن تخفيضات إنتاج مجموعة "أوبك +" والانخفاض في إنتاج النفط الأمريكي قد نجحا في وضع حد أدنى أو أرضية للأسعار. على الأقل في الوقت الحالي، لا أحد يتوقع عمليات إغلاق على نطاق واسع ومتزامنة في جميع أنحاء العالم يمكن أن تسحق الطلب كما حدث في نيسان (أبريل). تكافح أوروبا والولايات المتحدة الموجة الثانية من الوباء التي من المقرر أن تتفاقم مع موسم الإنفلونزا في الخريف والشتاء. من المرجح أن تؤدي هذه الموجة الثانية إلى مزيد من توقف الانتعاش في الطلب على النفط، الذي بدأ بالفعل يتعثر في نهاية الصيف، مع استقرار استهلاك الوقود في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة عند نحو 10 في المائة دون مستويات العام الماضي.
رغم حقيقة إعادة فرض بعض القيود في عديد من الأماكن وعودة عمليات الإغلاق المحلية المحدودة في المملكة المتحدة وإسبانيا، تمتنع الاقتصادات الرئيسة عن عمليات الإغلاق الشاملة. قد يؤدي مزيد من القيود إلى إبطاء التعافي الاقتصادي، وبالتالي، تعافي الطلب على النفط، ما يمهد الطريق لبقاء أسعار نفط منخفضة لفترة أطول، لكن ليس من المحتمل أن تنهار الأسعار دون 20 دولارا للبرميل. في هذا الجانب، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك: "إلى أن يتم طرح لقاح فعال، فإن الشكوك الكبيرة والمخاطر ستستمر في زعزعة استقرار أسواق النفط وتؤثر في وتيرة التعافي الاقتصادي".
في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، توقف تعافي الطلب على البنزين في نهاية موسم القيادة. في هذا الصدد قال دانييل يرجين نائب رئيس IHS Markit في أوائل أيلول (سبتمبر): "إن ثبات الطلب على النفط هو أحد أعراض استمرار تداعيات فيروس كورونا ويخبرنا أن الأمر سيستغرق وقتا أطول للعودة إلى طبيعته".
من المرجح أن يؤدي تعثر الطلب على النفط وعدم وجود لقاح فعال للفيروس إلى دفع تعافي أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل حتى عام 2021، حيث تستمر المخزونات في التراكم عام 2020 وسط ضعف هوامش التكرير والطلب. في هذا الجانب، يتفق المحللون إلى حد كبير على أن سلوك التداول الحالي محدود النطاق يسلط الضوء على أن الأسواق لا تزال منقسمة بين الضعف على المدى القصير مقابل توقعات الانتعاش الذي يستمر تأجيل توقيته.
حيث، أظهر استطلاع "رويترز" الشهري أن عشرات المحللين لا يرون كثيرا من الارتفاع في أسعار النفط هذا العام بسبب عدم انتعاش الطلب، في حين أن عشرة بنوك استثمارية استطلعت من "وول ستريت جورنال" لا تتوقع عودة أسعار النفط إلى 60 دولارا للبرميل - وهو السعر السائد قبل أن تضرب جائحة كورونا الطلب والأسعار - حتى نهاية عام 2021. تتوقع البنوك الاستثمارية أن يتجاوز متوسط الأسعار 50 دولارا للبرميل في الربع الرابع من عام 2021، لكنهم لا يتوقعون ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى نطاق 51 إلى 55 دولارا للبرميل حتى عام 2022.
قد لا ترى الأسواق سعر النفط عند 20 دولارا للبرميل خلال العام المقبل، لكن من غير المرجح أن تعود الأسعار إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا عام 2021 أيضا.
نقلا عن الاقتصادية
شكرا على المقالة يا دكتور .. أرجح أن نرى أسعار البترول تصل الى 20 دولارا أو أقل إن لم يكن خلال المتبقي من هذا العام فسيكون خلال الربع الأول من 2021 والله أعلم.
بصرف النظر عن التفاصيل لكن المؤكد انه من الان فصاعدا ليس هناك خيار للدول المنتجه والمصدره للبترول سوى التعاون لضبط الانتاج لاتاحة الفرصه لرفع الاسعار . خلاف هذا واذا رغبت كل دوله ان تنتج كما تشاء فليستعد الجميع لانهيار الاسعار مره اخرى وتكرار الانهيار في كل مره !! .... الدول المنتجه للبترول اصبح لديها طاقه انتاجيه فائضه كبيره جدا تتخطى الطلب . والله اعلى واعلم .