‏مرض الرئيس.. لكن ماذا عن أميركا؟

06/10/2020 0
مازن السديري

جاءت إصابة ترمب لتزيد الشكوك حول قدرته على الفوز وتجاوز المرض؛ ولكن ماذا عن الولايات المتحدة ومعدل الإصابات بها في بداية العام؟ فال‏دكتور (فتشي) المختص بالأوبئة قال: إن عدد الوفيات قد يتجاوز 200 ألف في الولايات المتحدة، وللأسف فعلا تجاوز، لكن ماذا عن الولايات المتحدة؟

‏ من زاوية أخرى العالم ينظر بإعجاب لشرق آسيا وعدد المصابين ‏في اليابان وكوريا الجنوبية لم يتجاوز 1 % من عدد السكان، والأغرب أن الدول المجاورة للصين وذات الثقافة الصينية مثل هونغ كونغ‏ فإن عدد المصابين متناهٍ في الصغر حيث عدد المصابين 5000 والسكان 7.8 ملايين، وتايوان قدمت نموذجا في الانضباط أكثر دهشة، فالمصابون قرابة الـ500 لدولة عدد سكانها يتجاوز العشرين مليونا وابتكرت نظام Digital fence‏ (الرقابة الرقمية)‏ الذي يتابع كل مواطن عبرة هاتفه الذكي، ‏وفرض غرامات تصل لآلاف الدولارات الأميركية، والسبب متوسط الأعمار العالية نسبيا في بعض دول شرق آسيا واليابان تحديدا‏، ومن أجل العودة السريعة لنشاط العمل والإنتاج بخلاف ما حدث في العام 2003 ‏‏أثناء وباء (سارس) خصوصا أن أغلب هذه الدول نامية واقتصادها قائم على الصناعة والتصدير للحفاظ على تذبذب سعر الصرف بالنسبة للدولار.

من جهة أخرى ليس الوضع مخيفًا في الولايات المتحدة والأرقام الاقتصادية في تحسن، فنسبة العاطلين الآن بلغت 7.9 % قياسا في أبريل حين وصلت 14.7 % واستعاد 51 % وظائفهم، يظل الاقتصاد الأميركي يمتلك مقومات تتفوق على اقتصاديات الدول المتقدمة الأخرى، أولاً نسبة القادرين على العمل عن بعد في الولايات المتحدة تصل 42 % بينما اليابان 32 % وألمانيا 37 % وفرنسا 38 %، ثانيا مرونة سوق العمل الأميركي من حيث الأنظمة والقوانين، ثالثا وكما هو معروف للجميع قدرات التيسير الكمي الفيدرالي الأميركي، وذلك بفضل النمو الأعلى للناتج المحلي الأميركي، ما يبقي حجم أصول الفدرالي للناتج المحلي لدرجة قياسيًا أفضل.

وأيضا التنوع البيئي الأميركي من حيث المناخ وتنوع وسائل النقل أكثر تنوعا من أوروبا، وهذا من مسببات انتشار الوباء كما يرجح المراقبون، تقدر "OECD" أن ينكمش الاقتصاد الأوروبي بنسبة 7.5 % بينما أميركا أفضل من المتوسط العالمي بانكماش قدره 3.2 %، مرض الرئيس لكن تبقى الولايات المتحدة هي الأقوى.

 

نقلا عن الرياض