خليج المكسيك (النافذة للبترول الأميركي إلى العالم)

06/09/2020 0
د. أنور أبو العلا

حركة البترول من وإلى أميركا (أكبر مستهلك وأكبر مُنتج وأكبر تاجر للبترول) تمر عبر حوض خليج المكسيك شبه الدائرة المغلقة بنافذة واحدة تطل على وسط غرب المحيط الأطلسي، ثم تنطلق ناقلات البترول العملاقة من وسط غرب المحيط مُتجهة إلى الشمال الشرقي (حيث دول قارة أوروبا العجوز). وإلى أقصى الجنوب الشرقي (حيث دول قارة آسيا الناشئة). حيث تحمل هذه الناقلات البترول الخام الصخري الخفيف والبترول المكرر والغاز المسال من أميركا إلى أنحاء العالم، ثم تعود هذه الناقلات على عكس اتجاه الطريق الذي جاءت منه. مُحمّلةً بالبترول الخام التقليدي من دول منطقة الشرق الأوسط ومن دول قارة إفريقيا إلى أميركا.     

الجدير بالذكر أن خريطة توزيع أماكن صناعة الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية مُقسّمة استراتيجياً إلى خمس مناطق بترولية، أهم هذه المناطق الخمسة (من حيث الإنتاج والتكرير وتسييل الغاز والتخزين والتصدير) المنطقة رقم 3 (تسمى: PADD-3) التي تطل مباشرة على امتداد الساحل لشمال خليج المكسيك، وتتكون من خمس ولايات: تكساس ولويزيانا ومسيسبي والباما ونيو مكسيكو (المركز الرئيس لصناعة البترول والغاز الأميركي).   

وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA بلغ إنتاج أميركا العام 2019 من السوائل البترولية 19.9 مليون برميل في اليوم. منها 12.2 مليون برميل خام. و4.8 ملايين برميل سوائل الغاز و1.1 مليون برميل بترول اصطناعي (بايوفيول). و1.1 مليون برميل مكاسب المصافي من التكرير. و0.7 مليون برميل مصادر سوائل أخرى.   

كذلك تبلغ طاقة مصافي التكرير الكلية في أميركا 18.98 مليون برميل. منها 8.85 (نحو 48 %) مليون برميل في منطقة خليج المكسيك. حيث يبلغ عدد المصافي في منطقة خليج المكسيك 36 مصفاة. أكبر هذه المصافي مصفاة موتيفا في بورت آرثر تكساس التي تبلغ طاقتها التكريرية 607 آلاف برميل وتملكها بالكامل أرامكو.    

لكن الملاحظ رغم الطفرة الكبيرة في إنتاج البترول الخام في أميركا مؤخراً ستبقى أميركا من أكبر الدول المستوردة للبترول الخام من الخارج، فوفقاً لإحصائية BP بلغ متوسط استيراد أميركا 9.094 ملايين برميل في اليوم من البترول الخام العام 2019. بينما بلغت متوسط صادراتها 8.016 ملايين برميل في اليوم لنفس العام 2019.   

أهمية خليج المكسيك لا تقتصر على أهميته في صناعة الطاقة الأميركية. بل تمتد أهميته إلى تأثيره على السوق العالمي للبترول، بسبب أن خليج المكسيك هو حلقة الوصل بين سوق البترول المركزي الأميركي الضخم وأسواق البترول المتناثرة في شتى أنحاء العالم، فعندما تهب عاصفة (كاترينا كمثال) على خليج المكسيك تُعاني أسواق البترول جميعها - رغم بُعْد المسافات - من عجز كبير في المعروض وارتفاع حاد في السعر.

 

نقلا عن الرياض