كشف الكنوز السياحية في المملكة

21/06/2020 1
عبدالله الجعيثن

المملكة العربية السعودية قارة كبيرة مثيرة في كنوزها السياحية و مناطقها الأثرية وعمقها في الزمان والمكان ، وموقعها الفريد الذي يربط قارات العالم ويُعتبر همزة وصل ضرورية لتجارته من طريق الحرير إلى مختلف القوافل والمراكب عبر التاريخ وإلى الآن ، وبلغت أهمية المملكة سياسياً واقتصادياً ومكانة ذروتها في العصر الحديث ، بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة التي جعلت المملكة مثالاً يُحتذى في الأمن العظيم والاستقرار الراسخ رسوخ جبال طويق وسط إقليم يموج بالفتن والقلاقل والجرائم ، مما جعل المملكة ميزان الاستقرار والنمو في الاقتصاد العالمي الذي تضخ في شرايينه طاقة الحياة بتوازن ودون أي انقطاع أو مشاكل..

كل هذا معروف مشهود، الجديد هو الكشف عن كنوز المملكة السياحية التي أزاحت عنها الستارة رؤية المملكة الشجاعة 2030 بتبنيها مشاريع كبرى في قطاع السياحة الذي كان شبه مهمل رغم ما يكمن فيه من كنوز سياحية ثرية جداً، الفصول الأربعة موجودة في المملكة، والشواطئ البكر الخلابة، والجزر الساحرة، والمناظر الطبيعية الخلابة، والمواقع الأثرية النادرة، والتراث الأصيل العريق، والعمق التاريخي المجيد، وقبل هذا الأصل الديني الذي تهفو إليه قلوب ألوف الملايين من المسلمين، ويحظى باحترام العالمين:

(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) لقد تبنت رؤية المملكة 2030 إتاحة فرصة العمر ل30 مليون من الحجاج والمعتمرين خلال سنوات قليلة موفرة أرقى الخدمات لهم متيحه للراغبين منهم رؤية معالم المملكة وما أكثر الراغبين ، خاصة بعد اكتمال المشاريع السياحية الكبرى التي تضمنتها الرؤية ومنها (مدينة نيوم ، والقدية ، وجزر البحر الأحمر ، والعقير ، وبوابة الدرعية ، والمتحف الإسلامي الكبير ، وتطوير العلا وجزر فرسان ، وغيرها كثير ) والتي سوف تتم بإذن الله على أكمل وجه بالاشتراك مع القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي الذي سوف يجد فيها فرص استثمار جيدة في بلد مستقر غاية الاستقرار وعملة قوية ثابتة واقتصاد حر مزدهر ، سوف تكتمل بإذن الله وإن حصل بعض التمديد بسبب جائحة كورونا التي جعلت العالم يقف على أمشاط قدميه..

والجائحة نفسها سوف تجعل السعوديين يقبلون على السياحة الداخلية بشكل منقطع النظير ويكتشفون كم في بلادهم من كنوز وجمال واطمئنان..

إن السعوديين ينفقون على السياحة الخارجية أكثر من 52 مليار ريال حسب الإحصاء الرسمي ، هذا في إجازة الصيف فقط ، وهو مبلغ كبير جداً ونزيف خطير للعملة الصعبة يضغط على ميزان المدفوعات ، ويبيّن ضرورة الاهتمام الكبير بقطاع السياحة داخل المملكة ، وصواب الرؤية في العناية بهذا القطاع واعتباره من الروافد الكبرى للدخل ، وتهيئة البنية التحتية المتكاملة وإشراك القطاع الخاص في تحديث السياحة في المملكة وكشف كنوزها الثمينة للمواطنين وللعالم كله وتسهيل الحصول على تأشيرة الدخول إلى آخر حد، فإن قطاع السياحة من أكبر موفري فرص العمل للمواطنين وزيادة الدخل وازدهار الثقافة والترفيه ، ودوران النقود داخل المملكة بحيث يلد كل ريال ينفقه السائح أربعة ريالات ، السياحة المزدهرة تشغل أكثر القطاعات من نقل وفنادق ومطاعم ونُزل ومتاجر وتأمين ومصارف ومرشدين وحرف يدوية وأُسر منتجة ، وهي أكبر مولد لفرص العمل في القطاع الخاص ..

وسبق أن كتبت عن أهمية سياحة الصحراء، خاصة في الشتاء، فهي معشوقة لدى كثير من المواطنين، مثيرة جداً للسياح الأجانب، بامتداداتها اللامتناهي وجوها النقي وجبالها الشامخة ورمالها الجميلة ذات العزف الموسيقي البديع، وشاعريتها التي تخلب الألباب، ومواقعها التاريخية وأسرارها المثيرة، العناية بسياحة الصحراء اكتشاف لكنز جديد كبير ينبغي تعاون وزارة الساحة وهيئة الترفيه والمكاتب السياحية في جعله من روافد السياحة ووسائل الراحة والانشراح والاستمتاع بالحياة..

 
 
خاص_الفابيتا