يوم الاثنين 20 أبريل ظهر على الشاشة للحظة خاطفة سعر بترول WTI بالناقص 40 دولاراً تحت الصفر. حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر توقيت نيويورك (العاشرة ليلاً بتوقيت الرياض) لكن لم يلبث أقل من ساعة واحدة حتى بدأ يرتفع تدريجياً إلى أن قفل السعر بعد ثلاث ساعات الساعة السادسة مساء توقيت نيويورك بسعر 10 دولارات بالسالب (تحت الصفر).
المحللون الذين رأيت أنا تحليلاتهم (أو قرأت مقالاتهم) صوروا لنا أنه فعلاً تم بيع براميل بترول سواء حقيقية wet barrels أو ورقية (عقود) paper barrels بأن باع شخص لشخص آخر براميل بترول ببلاش ومع كل برميل 40 دولاراً.
هذا السيناريو الذي تخيله بعض المحللين -في اعتقادي- لم يحدث. بل الذي حدث احتمالات كثيرة أولها احتمال حدوث خطأ في السيستم. وهذا أول احتمال خطر على بالي وغردت به فوراً على حسابي في تويتر. فعارضه الكثيرون واستحسنه البعض.
الاحتمال الثاني (وأنا أعتقد هذا الاحتمال الأرجح) هو تجربة من نوع ماذا لو؟ يستند هذا الاحتمال على السيناريو التالي: عندما شعرت بورصة نايمكس (المُشْرفة والتي يتم التداول فيها بترول غرب تكساس الورق) بانخفاض الطلب وزيادة العرض. وبالتالي تراكم الفائض مما قد يؤدي -في شهر ما- إلى تجاوز طاقة التخزين القصوى في كوشنق (مكان تسليم بترول غرب تكساس). فقد رأت إدارة البورصة أن تستبق الحدث وتقوم بتجربة عدة سيناريوهات. من بينها سيناريو احتمال بيع البترول بالسالب.
وهكذا -في اعتقادي- لكي تكتسب بورصة نايمكس الخبرة للتعامل مع الحالات الطارئة غير العادية قامت البورصة بعملية افتراضية ببيع وشراء لعدد صغير من العقود كتجربة. كل عقد 1000 برميل خلال ثلاث ساعات يوم الاثنين وبضعة ساعات الثلاثاء.
المعروف -وهذا يبدو يجهله المحللون الذين ظهروا على الشاشة- أن بورصة نايمكس هي التي تُبلغ المشتري بمكان وزمان استلام براميله فتحدد له تاريخ يوم الاستلام والمخازن التي ستكون موجودة فيها براميل البترول التي اشتراها. وبدوره المشتري لديه ثلاث خيارات: يحق له أن يترك براميله في مخازنها بالرسوم العادية المتعارف عليها. أو يُبلغ إدارة المخازن بنقل براميله إلى موقع آخر يختاره لقاء تحمله تكاليف النقل المتعارف عليها. والخيار الثالث أن يتولى هو بنفسه نقل براميله إلى المخازن التي يختارها.
الخلاصة: لا يوجد شخص عرض 40 دولاراً (كما تخيّل بعض المحللين) ليتخلص من البرميل الذي اشتراه على الأقل بـ18 دولاراً كمثال. فيخسر 58 دولاراً في البرميل الواحد. بينما لو انتظر لثاني يوم صباح الأربعاء 22 أبريل كان بإمكانه أن يبيع البرميل الواحد بـ19.5 دولاراً. فيربح 1.5 دولار في كل برميل بدلاً من أن يخسر 58 دولاراً في البرميل الواحد.
نقلا عن الرياض
هذه عقود خيارات مستقبليه فى البورصه ولان قيمة التخزين متضمنه في العقد فان ارتفاع اسعار التخزين الصاروخي بسبب ملايين البراميل الفائضه جعل اسعار العقود تنقلب الى السالب لان من يشترى العقد يعلم انه سيدفع قيمة التخزين اعلى بكثير من قيمة البترول فتسابق المضاربين للتخلص من العقود ولو بالسسالب حتى لايدفعوا قيمة التخزين التى تحل فى اليوم التالى