في بيانها النصف سنوي غير المسبوق نشرت أرامكو - لأول مرة - معلومات مالية لم تنشرها من قبل. رغم أن بعض هذه المعلومات كانت تظهر ضمنياً متناثرة - من حينٍ لحين - على لسان بعض المسؤولين في أرامكو خلال مقابلاتهم وتصريحاتهم لبعض وسائل الإعلام العالمية، ثم تتناقلها - أحياناً - وسائل الإعلام المحلية.
الجديد في بيان أرامكو الجديد هو إعلانها صراحة عن متوسط سعر البرميل، وكذلك مقدار الأرباح التي تم توزيعها على المالكين لأسهمها.
لقد بلغ إجمالي إيرادات أرامكو 614.56 مليار ريال (163.88 مليار دولار) للنصف الأول من العام المالي الجاري 2019. تم توزيعها - استنتاجاً - كالتالي:
أولاً- الميزانية العامة للدولة (وزارة المالية): 343.99 مليار ريال (55.97 % من إجمالي الإيرادات) تتكون من: ضريبة الإنتاج (royalty) مقدارها 94.2 مليار ريال، وضريبة على الدخل بمقدار 171 مليار ريال، وتوزيعات أرباح خاصة 75 مليار ريال، وتسويات فروقات ضريبية أخرى 3.79 مليارات ريال.
ثانياً- صندوق الاستثمارات العامة: 98.96 مليار ريال (16.1 % من إجمالي الإيرادات) تتكون من توزيعات أرباح الأسهم العادية.
ثالثاً- أرامكو: احتفظت أرامكو بالباقي وقدره 172 مليار ريال (28 % من إجمالي الإيرادات) لقاء تكاليف الإنتاج والتصنيع، والتنقيب والتطوير، والصيانة والاستبدال والمشتريات، والمصاريف الإدارية والنثريات. ومن ضمن المصروفات 54.4 مليار ريال (14.5 مليار دولار) نفقات رأسمالية.
الملاحظات والتعليق: الذي يبدو لي أن توزيعات الأرباح الخاصة بمقدار 75 مليار ريال للحكومة (الميزانية العامة للدولة) هو لتعويضها عن الخفض الكبير في نسبة الضرائب سواء ضريبة الإنتاج (ما يسمى: رويالتي) من 20 % إلى 15 %. وكذلك أيضاً خفض الضريبة على الدخل من 80 % إلى 50 %. وبالتالي في حالة ارتفاع سعر البترول إلى المستوى الذي يغطي المبالغ المقدرة للميزانية فلن تتكرر توزيعات الأرباح الخاصة. بل ستحتفظ أرامكو بها لتوزيعها أرباحاً عادية لحملة أسهمها. وهكذا سترتفع توزيعات الأرباح العادية مما سيرفع القيمة السوقية لأرامكو في عيون المستثمرين.
لقد صادف النصف الأول من العام المالي الجاري 2019 انخفاض متوسط السعر إلى 66 دولاراً من متوسط سعر 69 دولاراً للعام الماضي 2018. لكن رغم هذا الانخفاض في السعر استطاعت أرامكو توزيع أرباح للنصف الأول بمعدل 2.32 % (أي معدل سنوي 4.64 %) بافتراض إبقاء أرامكو على سياستها للتوزيع وبقاء السعر 66 دولاراً. لكن الذي يبدو - وقد مضى شهران من النصف الثاني - أن متوسط السعر سيكون أقل من 66 دولاراً.
هذا التوزيع للإيرادات والملاحظات والتعليق الواردة في هذا المقال هو اجتهاد للقراءة السريعة للبيان ليس بالضرورة أن تكون دقيقة. ولكن من باب فتح المجال للتحليل العلمي وإلقاء المزيد من الضوء - الذي لم يتطرق إليه الآخرون - على بيانات أرامكو.
نقلا عن الرياض
من هم حملة أسهم آرامكو الذين أشرت إليهم !! ؟ موضوع دسم ومعلومات نسمع بها لأول مرة شكرا للشفافية وننتظر تفاصيل أكثر. مرة أخرى شكرا لكاتبنا العزيز.
حاليا صندوق الاستثمارات العامة
الخطة 95% صندوق الاستثمارات العامة 5% غيره