يبدو أن أسعار النفط قد استقرت بعد سبعة أسابيع متتالية من الانخفاضات الأسبوعية، وهي أطول سلسلة من التراجعات منذ سنوات. لكن الاتجاهات التالية غير واضحة المعالم بعد. في توقعات الأسواق العالمية، تتزايد المخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي مقابل احتمال حدوث انقطاعات كبيرة في الإمدادات من إيران. ومن المتوقع، أن تحدث تغيرات كبيرة في الأسواق مع نهاية هذا العام، لكن مع اقتراب فصل الصيف من نهايته، ليس من الواضح أي سيناريو سيتحقق.
لقد تحولت المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي إلى الموقع الأمامي في الأسابيع الأخيرة. حيث لا تزال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تهدد بالضغط على النمو العالمي، على الرغم من أن الأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة والصين ستستأنفان المحادثات للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) تبدو أنها تعزز الأسواق. لكن المحادثات ستجري على مستوى أدنى - على مستوى وكيل وزارة المالية، وليس الوزير، ما يثير تساؤلات حول إمكانية توقيع اتفاق. والأهم من ذلك أن وزارة المالية الأمريكية هي ليست حتى الوكالة المعنية التي تتولى الشؤون التجارية. هذه المحادثات في الأساس الهدف منها إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين، لكنهما في الواقع لا يسعيان بفعالية إلى إيجاد حل شامل للمشكلة، على الأقل ليس من هذا الاجتماع. لكن هذه المحادثات على الأقل تزيد من احتمالات التوصل إلى حل، ولو جزئيا، ذلك أن الـ 200 مليار دولار المقترحة في التعريفة الأمريكية على البضائع الصينية لا تمضي قدما. وعقد الممثل التجاري للولايات المتحدة اجتماعات استغرقت ستة أيام بدأت في الأسبوع الماضي للنظر في هذه التعريفات.
في هذه الأثناء، تسبب انهيار العملة التركية "الليرة" في إثارة مشكلة أخرى، حيث انتشر الاضطراب إلى الأسواق الناشئة الأخرى، ما أدى إلى تراجع مجموعة كبيرة من العملات. ضعف عملات الأسواق الناشئة يهدد بإبطاء الطلب بشكل كبير – ليس فقط بالنسبة للنفط، لكن لمجموعة من السلع. في هذا الجانب، انخفض مؤشر السلع لـ"بلومبيرج" 3 في المائة هذا الشهر وأكثر من 9 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية. انخفضت أسعار النفط بأكثر من 10 في المائة منذ أيار (مايو). بطبيعة الحال، قد تتعافى أسعار السلع، لكن التباطؤ سيكون حقيقيا أيضا في الاقتصاد العالمي.
في هذا الجانب، قال بعض المحللين: لقد تأثرت الأسواق الناشئة الأخرى بالفعل، من خلال انخفاض قيمة العملات، ومطالبة المستثمرين بمردود أعلى على ديون الأسواق الناشئة، وارتفاع مقايضة العجز عن سداد الائتمان على هذا الدين. ولكن على الرغم من كل هذا، من غير المحتمل أن يحيد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خطته لتشديد السياسة النقدية، التي من المتوقع أن تظل داعمة للدولار الأمريكي، في حين أن مخاطر الأسواق الناشئة المتنامية تضيف مزيدا من الدعم للعملة. إذا لم يغير الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من سياسته الحالية، فإن الضغط على العملات في أنحاء مختلفة من العالم سيستمر.
من الصعب ألا نتوقع أن مثل هذا السيناريو لا يترجم مباشرة إلى مراجعة هبوطية كبيرة في الطلب العالمي على النفط، حيث إن النفط يسعر في النهاية بالدولار الأمريكي، لذلك فإن الدولار الأقوى "والعملات الأضعف" يعني أن النفط أكثر تكلفة بكثير. ويصح ذلك بشكل خاص إذا لم تنخفض أسعار النفط "في العادة تكون حالة تداول الدولار والنفط عكسية، لكن هذه العلاقة قد ضعفت في الآونة الأخيرة".
مع ذلك، تبقي وكالة الطاقة الدولية، حتى الآن، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عند 1.4 مليون برميل في اليوم لعام 2018. لقد ارتفعت أسعار نفط برنت بنسبة 7 في المائة هذا العام، لكن في العملات المحلية الزيادة في الأسعار للمستهلك كانت أكبر بكثير. في تركيا على سبيل المثال، النفط أكثر تكلفة بنسبة 75 في المائة، وكانت هناك زيادة مماثلة في الأرجنتين. في البرازيل، روسيا وجنوب إفريقيا، يبدو النفط أكثر ارتفاعا بنسبة 20 إلى 25 في المائة هذا العام، رغم أن النفط ارتفع بنسبة 7 في المائة فقط. وفي هنجاريا، الهند، بولندا، شيلي، إندونيسيا والفلبين، أسعار النفط أعلى محليا بنسبة تراوح بين 15 و20 في المائة.
ومن المؤكد أن الزيادات في الأسعار بهذا الحجم ستقلل من الطلب. لكن هذه الصورة تتضارب عندما تتدخل الحكومات لحماية بلدانها من تلك الزيادات في الأسعار. في البرازيل مثلا، قررت الحكومة إعادة تنظيم أسعار الوقود لتفادي الاحتجاجات. وأعلنت إندونيسيا عن تقديم 4.8 مليار دولار كإعانات للحفاظ على الأسعار من الارتفاع. كما قررت ماليزيا تثبيت أسعار الوقود لبقية عام 2018. هذا الدعم لأسعار الوقود قد يحد من مخاطر ارتفاع أسعار النفط العالمية وضعف العملات المحلية، ما يبقي الطلب على النفط أقوى من خلاف ذلك.
ومع ذلك، لا تزال التوقعات هبوطية لأسعار النفط الخام. حيث إن هناك تطورات أخرى تحدث في الوقت نفسه - الاقتصاد العالمي يتباطأ، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يحتمل أن تكون بمنزلة رياح معاكسة، وضعف عملات الأسواق الناشئة، ما يخفض الطلب. ولا تزال توقعات إمدادات النفط في حالة تغير مستمر، مع احتمال أن تتراجع إمدادات النفط الإيرانية بمقدار مليون برميل في اليوم. لكن جانب الطلب في التوقعات بدا فجأة سلبيا.
نقلا عن الاقتصادية
لقد تحولت المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي إلى الموقع الأمامي في الأسابيع الأخيرة. حيث لا تزال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تهدد بالضغط على النمو العالمي، على الرغم من أن الأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة والصين ستستأنفان المحادثات للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) تبدو أنها تعزز الأسواق. لكن المحادثات ستجري على مستوى أدنى - على مستوى وكيل وزارة المالية، وليس الوزير، ما يثير تساؤلات حول إمكانية توقيع اتفاق. والأهم من ذلك أن وزارة المالية الأمريكية هي ليست حتى الوكالة المعنية التي تتولى الشؤون التجارية. هذه المحادثات في الأساس الهدف منها إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين، لكنهما في الواقع لا يسعيان بفعالية إلى إيجاد حل شامل للمشكلة، على الأقل ليس من هذا الاجتماع. لكن هذه المحادثات على الأقل تزيد من احتمالات التوصل إلى حل، ولو جزئيا، ذلك أن الـ 200 مليار دولار المقترحة في التعريفة الأمريكية على البضائع الصينية لا تمضي قدما. وعقد الممثل التجاري للولايات المتحدة اجتماعات استغرقت ستة أيام بدأت في الأسبوع الماضي للنظر في هذه التعريفات.
في هذه الأثناء، تسبب انهيار العملة التركية "الليرة" في إثارة مشكلة أخرى، حيث انتشر الاضطراب إلى الأسواق الناشئة الأخرى، ما أدى إلى تراجع مجموعة كبيرة من العملات. ضعف عملات الأسواق الناشئة يهدد بإبطاء الطلب بشكل كبير – ليس فقط بالنسبة للنفط، لكن لمجموعة من السلع. في هذا الجانب، انخفض مؤشر السلع لـ"بلومبيرج" 3 في المائة هذا الشهر وأكثر من 9 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية. انخفضت أسعار النفط بأكثر من 10 في المائة منذ أيار (مايو). بطبيعة الحال، قد تتعافى أسعار السلع، لكن التباطؤ سيكون حقيقيا أيضا في الاقتصاد العالمي.
في هذا الجانب، قال بعض المحللين: لقد تأثرت الأسواق الناشئة الأخرى بالفعل، من خلال انخفاض قيمة العملات، ومطالبة المستثمرين بمردود أعلى على ديون الأسواق الناشئة، وارتفاع مقايضة العجز عن سداد الائتمان على هذا الدين. ولكن على الرغم من كل هذا، من غير المحتمل أن يحيد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خطته لتشديد السياسة النقدية، التي من المتوقع أن تظل داعمة للدولار الأمريكي، في حين أن مخاطر الأسواق الناشئة المتنامية تضيف مزيدا من الدعم للعملة. إذا لم يغير الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من سياسته الحالية، فإن الضغط على العملات في أنحاء مختلفة من العالم سيستمر.
من الصعب ألا نتوقع أن مثل هذا السيناريو لا يترجم مباشرة إلى مراجعة هبوطية كبيرة في الطلب العالمي على النفط، حيث إن النفط يسعر في النهاية بالدولار الأمريكي، لذلك فإن الدولار الأقوى "والعملات الأضعف" يعني أن النفط أكثر تكلفة بكثير. ويصح ذلك بشكل خاص إذا لم تنخفض أسعار النفط "في العادة تكون حالة تداول الدولار والنفط عكسية، لكن هذه العلاقة قد ضعفت في الآونة الأخيرة".
مع ذلك، تبقي وكالة الطاقة الدولية، حتى الآن، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عند 1.4 مليون برميل في اليوم لعام 2018. لقد ارتفعت أسعار نفط برنت بنسبة 7 في المائة هذا العام، لكن في العملات المحلية الزيادة في الأسعار للمستهلك كانت أكبر بكثير. في تركيا على سبيل المثال، النفط أكثر تكلفة بنسبة 75 في المائة، وكانت هناك زيادة مماثلة في الأرجنتين. في البرازيل، روسيا وجنوب إفريقيا، يبدو النفط أكثر ارتفاعا بنسبة 20 إلى 25 في المائة هذا العام، رغم أن النفط ارتفع بنسبة 7 في المائة فقط. وفي هنجاريا، الهند، بولندا، شيلي، إندونيسيا والفلبين، أسعار النفط أعلى محليا بنسبة تراوح بين 15 و20 في المائة.
ومن المؤكد أن الزيادات في الأسعار بهذا الحجم ستقلل من الطلب. لكن هذه الصورة تتضارب عندما تتدخل الحكومات لحماية بلدانها من تلك الزيادات في الأسعار. في البرازيل مثلا، قررت الحكومة إعادة تنظيم أسعار الوقود لتفادي الاحتجاجات. وأعلنت إندونيسيا عن تقديم 4.8 مليار دولار كإعانات للحفاظ على الأسعار من الارتفاع. كما قررت ماليزيا تثبيت أسعار الوقود لبقية عام 2018. هذا الدعم لأسعار الوقود قد يحد من مخاطر ارتفاع أسعار النفط العالمية وضعف العملات المحلية، ما يبقي الطلب على النفط أقوى من خلاف ذلك.
ومع ذلك، لا تزال التوقعات هبوطية لأسعار النفط الخام. حيث إن هناك تطورات أخرى تحدث في الوقت نفسه - الاقتصاد العالمي يتباطأ، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يحتمل أن تكون بمنزلة رياح معاكسة، وضعف عملات الأسواق الناشئة، ما يخفض الطلب. ولا تزال توقعات إمدادات النفط في حالة تغير مستمر، مع احتمال أن تتراجع إمدادات النفط الإيرانية بمقدار مليون برميل في اليوم. لكن جانب الطلب في التوقعات بدا فجأة سلبيا.
نقلا عن الاقتصادية
الحرب التجارية بين اكبر اقصاديات دول العالم اجمع تتسبب في عرقله اي نمو عالمي في اي القطاعات من صناعة وخدمات وغيرها الكثير مما تنعكس على اقتصاديات الدول الاخرى بالسلبية طبعا وبالتالي على اسعار النفط والبتروكميكال وحتى المعادن الى المحاصيل الزراعية الهامة ومن ثم تنعكس على الاغذية اخيرا كالقمح والارز وحتى البقوليات وغيرها لكن بالسياسة المتزنة بين تلك الاقتصادات الكبرى اذا تمت بين زعمائهم بالحكمة والتآني وبعد النظر دون همجية والاجراءات اللامنهجية دون اكتراث بما يحصل للبلدان الاخرى تتسبب بكارثة يدفع ثمنها الكل والكل خاسر لا محاله وبتالي يكمن الركود الاقتصادي ومن ثم الى الافلاسات الكبير للشركات الكبرى وتكون وخيمة وكارثية لا يبعد هذا السيناريو كما حدث لبنك الائتمان ليمان برذرز ويمكن اكبر بكثير لان كلا الفريقين كبار وبتالي خسارة اكبر.