في فترة الركود التملك أم الإيجار

31/07/2018 6
خالد عبدالله الجارالله

مازال السوق العقاري يواجه حالة ركود منذ ثلاث سنوات تقريبا وقد زادت حدته قليلا هذا العام سواء شراء الأراضي أو الوحدات السكنية التي واجهت تراجعا كبيرا طمعا في انخفاضات أكبر يستهدفها المستهلك النهائي.

ومنذ بداية العام واجه السوق ركودا أكبر توقف فيه التداول إلى حد كبير فيما عدا بعض المبيعات والصفقات القليلة التي تتم بين فترة وأخرى من بيع وشراء سواء أرضا أو سكنا جاهزا.

لم نواجه مثل هذا الركود منذ بداية الألفية حيث كانت حركة الشراء والتداول والبناء الفردي منتعشة عطفا على العرض الكبير من الأراضي السكنية والوحدات السكنية الجاهزة والتي شهدت زيادة واضحة خلال السنتين الماضيتين ولم يعد الإقبال عليها كبيرا رغم أن هناك طلبا كبيرا ونسبة عالية من المواطنين لا يملكون سكنا.

الملاحظ أن هناك العديد من العقارات تحوي شققا سكنية وأيضا فللا سكنية في عدة أحياء بمدن المملكة ومعروضة للبيع وجاهزة للسكن ولكنها لم تجد مشتريا كما في السابق حيث تحجز الوحدات وهي في طور البناء، ومعظمها لا يزال خاليا رغم انخفاض أسعارها وبنسب مقبولة مقارنة بنفس الفترة قبل أربع سنوات والسبب الرئيس هو رغبة المستهلك النهائي في انخفاضات أكبر.

حتى البناء الفردي الذي كان مزدهرا في سنوات مضت قل نشاطه ولم يعد كما كان رغم وجود عروض مغرية على الأراضي والإقراض بهدف البناء من البنوك وشركات التمويل التي بدأت في تقديم تنازلات كبيرة من ناحية الشروط والتسهيلات. حتى الأفراد الذين تملكوا أراض قبل ارتفاع الأسعار ويعتمدون على القروض في البناء أو من يبني وحدات سكنية بهدف إعادة بيعها توقف طمعا في انخفاضات أكبر في مواد البناء والمقاولات التي تشهد ركودا أيضا بسبب ركود السوق العقاري.

تداول الأراضي خارج المدن أو في أطرافها والتي لم تصلها الخدمات مثل أراضي المنح أو المخططات المطورة من قبل بعض الشركات العقارية أو الأفراد لم يعد لها طلبا كما في السابق رغم انخفاض أسعار بعضها إلى النصف تقريبا.

إذا الشراء يصطدم بحاجز يمنع الكثيرين من التملك وهو ارتفاع الأسعار الذي يتجاوز القدرة الشرائية حتى اليوم، وإن لم تنخفض الأسعار إلى الحد المعقول الذي تجاوزته بدون مبررات فستبقى الوحدات السكنية التي تم إنجازها فارغة ولن تجد من يشتريها بهذه الأسعار وسيتم التوجه لتأجيرها بأسعار منخفضة وهذا ما يحدث اليوم.

هناك من يرى أن البقاء مستأجرا لسنوات إضافية أفضل من الشراء في هذا الوقت لأنهم اعتادوا على ذلك وسينتظرون حتى تصل الأسعار إلى مستويات قياسية من وجهة نظرهم وقد يتحقق ذلك، وقد لا يصل إلى ما يطمحون إليه فالفرص لا تأتي إلا مرة واحدة.

وكل إنسان أعلم بقدرته وإمكاناته.

نقلا عن الرياض