البترول ليس «بنزين» و»ديزل وكيروسين» فقط. بل البترول منتجات متنوعة كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة سلع متعددة يستخدمها الإنسان في حياته اليومية، ويخلق الله ما لا تعلمون فيكتشف -ويصنع- الإنسان في كل زمان سلعة جديدة من البترول.
نحن لا ننكر أن نسبة استخدام البترول بالنسبة لمصادر الطاقة تتناقص (وهذا لصالح البترول وازدياد أهميته كمنتجات كما سنوضح)، الواضح من الرسم البياني في الصفحة العاشرة من إحصائية الشركة البريطانية (BP) مدار بحثنا على مدار ثلاث زوايا أن نسبة استهلاك البترول انخفضت من 40 % العام 1991 إلى 34.2 % العام 2017، لكن رغم انخفاض النسبة فإن الطلب اليومي على البترول يزداد سنة بعد سنة بمتوسط 1.056 مليون برميل. فلقد بلغ الطلب على البترول العام 2017 مستوى غير مسبوق في التاريخ فتجاوز إنتاج البترول 92.6 مليون برميل في اليوم بعد أن كان 65.14 مليون برميل العام 1991.
نستخلص من انخفاض نسبة استهلاك البترول رغم ارتفاع الطلب الإجمالي على البترول أن هذا ضروري لصالح ترشيد استخدام البترول؛ لأن البترول مورد ناضب وكميته محدودة لا يستطيع البترول وحده أن يلبي النمو المتزايد على الطاقة، ويجب على الإنسان أن يستعين بجميع مصادر الطاقة البديلة المتاحة قدر استطاعته لتوفير البترول كمواد خام للمنتجات التي لا بديل للبترول فيها وعدم تبديد البترول كوقود للمواصلات وتوليد الكهرباء.
نحن لسنا بصدد استعراض جميع محتويات الإحصائية بل فقط يقتصر بحثنا على بعض المؤثرات على البترول لأنه هو المصدر شبه الوحيد للدخل الآن لدول الخليج.
يبلغ إجمالي احتياطي البترول المؤكد (التقليدي وغير التقليدي) في العالم 1.6966 تريليون برميل (الصفحة 12). وبعد طرح البترول غير التقليدي (الرمال الكندي واورنكو الفنزويلي) البالغ 386.6 مليار برميل يصبح إجمالي البترول التقليدي 1.31 تريليون برميل. وجدير بالذكر أن أكثر من نصف التقليدي (55.8 %) يوجد في الدول العربية، حيث يبلغ إجمالي احتياطي البترول في الدول العربية 730.98 مليار برميل (يشمل إضافة إلى دول الخليج العربية السبعة كل من: مصر، وليبيا، والجزائر، وسورية، والسودان، واليمن).
السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن القراء لماذا رغم أن البترول سبب التقدم الاقتصادي في جميع دول العالم لم يكن يلعب نفس الدور في اقتصاد الدول العربية؟ والجواب عن هذا السؤال يكون بسؤال آخر لماذا لم يؤدِ البترول إلى تقدم اقتصاد الدول الأخرى التي يوجد فيها البترول بغزارة مثل إيران وفنزويلا ونيجيريا وبقية دول أوبك الأخرى؟
باختصار يقول البعض -وهو التبرير الشائع- السبب وقوع دول البترول في شباك ما يسمى: المرض الهولندي (والبعض يقول: إنها لعنة البترول).
نقلا عن الرياض